وكما قال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس الشهيد يحيى السنوار فإن الحركة ستضع العالم في مواجهة إسرائيل للحصول على حقوقنا.
غزة والقضة الفلسطينية
قبل السابع من أكتوبر كانت القضية الفلسطينية قد بدأت بالتواري وانطفاء وهجها خاصة مع استباحة موجة التطبيع في المنطقة العربية وكثرت الحديث عن المنافع الاقتصادية التي ستشهدها المنطقة بعد السلام مع إسرائيل وليس أدل على ذلك من حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلب بتهمة ارتكاب جرائم حرب للمحكمة الجنائية الدولية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل شهر من طوفان الأقصى وما قاله عن أن ليس من حق الفلسطينيين وضع فيتو على أي سلام يقام مع الدول العربية وعرض خريطة، وهو المفتون في استعراض الخرائط، لما سيبدو عليه شكل المنطقة والتعاون الاقتصادي والممرات الاقتصادية التي بشر بها مستمعيه.
إعلان
وجاءت موجة الاعترافات بالجدولة الفلسطينية لتظهر أثر الطوفان في وضع القضية الفلسطينية على قمة اعمال العالم ففي مايو/أيار 2024 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 143 صوتا قرارا يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وأوصى مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب.
وفي الشهر الماضي أعلنت بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، ليصل عدد الدولة التي اعترفت بالدولة الفلسطينية إلى 159 دولة وفقا لوزارة الخارجية الفلسطينية.
البدائية التي هزمت التكنولوجيا
"الهزيمة التي مُنيت بها إسرائيل في 7 أكتوبر هي الأشدّ قسوة وإيلاما وإهانة في تاريخها، حتى في أسوأ كوابيسنا لم نتخيل أن شيئا كهذا يمكن أن يحدث لنا"، هكذا عبر الكاتب الصحفي بن كسبيت بما حدث لإسرائيل قبل عامين في معاريف.
وبحسب كوخافي ان "الهدوء النسبي في الجنوب" كان خادعا، فـحماس لم تتوقف، بل بنت قوتها، وتحصّنت، وأصبحت تهديدًا لم يتخيله أحد.
لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد بدء جيش الاحتلال عدوانه على القطاع معتقدا أن القضاء على قوى المقاومة لن تستغرق وقتا طويلا لتفاجئ ومع داعميه العلني ووفي الخفاء أنه وبعد عامين من القتال لا زالت المقاومة صامدة وتقف على قدميها وتكبد الاحتلال مزيدا من الخسائر في الأرواح والعتاد.
جيش الاحتلال صرح من خيال
استمرار الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل أدت إلى سقوط أسطورة الجيش كقوة قادرة على اجتراح المعجزات، وبات يعاني من نقص المقاتلين والمعدات. وبالمثل تهاونت مزاعم "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم".
فيما يرفض ما بين 30% و40% من جنود الاحتياط عن الخدمة لأسباب بينها الإرهاق من طول الحرب، حسب إعلام إسرائيلي.
ووفقا لموقع "والا" فقد عمد الجيش إلى تجنيد 5000 امرأة لمهام قتالية خلال العام الماضي، والسعي لتجنيد أشخاص من يهود الخارج بمعدل 700 شخص سنويا. حيث أظهرت التقديرات جيش الاحتلال وجود "نقص خطير" في القوات يتجاوز 12 ألف جندي.
إعلانكما خلقت الحرب أزمة ثقة "خطرة" بين المستوى السياسي والعسكري ولا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة كما يرى مسؤول شعبة الدراسات العملياتية في جيش الاحتلال غاي خازوت.
توترات مجتمعية وتدهور اقتصادي
ولا يعتقد أن هوة الخلاف بين الجانبين ستتقلص مع انتهاء الحرب، ومحاولة جيش الاحتلال ترميم قدراته، إذ يعتقد العديد من المراقبين أن هذا الخلافات ستتفاقم وتزيد حدتها في قادم الأيام.
فمع استمرار الحرب على غزة، تحوَّلت إسرائيل إلى مسرح لفوضى سياسية وأمنية غير مسبوقة، ويرى خبير الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد في حديث للجزيرة، أن نتنياهو سعى للسيطرة على الجيش عبر تعيين مقربين من التيار القومي والديني وإقصاء آخرين، ضمن خطة لتغيير هوية المؤسسة العسكرية بما يوافق أجندة اليمين.
ووصل الانقسام الاجتماعي إلى مستويات دفعت الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتزوغ للتحذير من مخاطر الحرب الأهلية.
الأمر الذي أدى لوقوع الاقتصاد الإسرائيلي تحت ضغوط كبرى أدت لخفض الانفاق على العديد من المجالات التي كانت تغيري بالهجرة والإقامة في إسرائيل حيث دولة الرفاه التي تعتني بمواطنيها.
التردي الاقتصادي تبعه خروج رؤوس الأموال من إسرائيل إذ أشارت معطيات نقلها الإعلام الإسرائيلي إلى أن ما لا يقل عن 1700 مليونير غادروا إسرائيل العام الماضي.
ولفتت الشركة إلى أن هذا يعني أن ما لا يقل عن 1700 مليونير غادروا إسرائيل خلال العام الماضي.
من سيدني إلى لندن
لقد طردتهم لأنهم قتلة أطفال. جيش الجريمة الإسرائيلي ليس جيش الدفاع إنما جيش الجريمة".. هذه الكلمات لخصت صاحبة صالون للحلاقة في العاصمة الأسترالية سيدني سبب طردها لزبون تبين لها أنه إسرائيلي.
وفي أغسطس/ آب الماضي شهدت سيدني أكبر مظاهرة دعما لغزة حيث شارك بها نحو 90 ألف شخص وعبرت أشهر جسور العاصمة حيث تسببت بغصب إسرائيلي عارم.
إعلان
لئن كانت اصداء الطوفان وما أحدثه من تغير قد تردد في شوارع آسيا وحرك شعوبا لم تكن على تماس مباشر مع القضية الفلسطينية، فإن صدى الطوفان كان أوقع وأكبر وأقسى في شوارع المدن الأوروبية، حيث بات شعاري "فلسطين حرة من البحر إلى النهر" و"الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" مصاحبا لكافة المظاهرات التي تخرج دعما لغزة.
وقد وثق المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام (إيبال) أكثر من 45 ألف مظاهرة وفعالية في نحو 800 مدينة في 25 دولة أوروبية، وذلك خلال عامين من الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتعد مظاهرة هولندا التي جرب في الخامس من الشهر الجاري، وشارك فيها ربع مليون شخص، الأكثر أثرا في إدراك التغيير الواقع في أوروبا، فقد اعتبر الباحث في لمجموعة الأزمات الدولية معين رباني الذي ولد وعاش في هولندا أنها كانت بلا شك أكثر دولة أوروبية مؤيدة لإسرائيل. مؤيدة لإسرائيل لدرجة أن الفلسطينيين الزائرين سيقولون إن التفاهم مع الإسرائيليين أسهل من الهولنديين بشأن الشرق الأوسط.
مشيرا إلى أن إسرائيل خسرت الشعب الهولندي خسارة لا رجعة فيها، وستجد الحكومات الهولندية المستقبلية صعوبةً متزايدة في التمسك بموقفها نيابةً عن نظام الفصل العنصري الإبادي، "فنحن نعيش في عالمٍ مختلف، وسيصبح عالمًا أفضل".
في يوليو/تموز 2025، تشكل الأسطول من 4 كيانات رئيسية هي الحركة العالمية نحو غزة وتحالف أسطول الحرية وأسطول الصمود المغاربي ومبادرة "صمود نوسانتارا" الشرق آسيوية، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على قطاع غزة.
ما وقع في شوارع أوروبا انعكس على أنديتها الرياضة والفعاليات الرياضة، فلم يغب جمهور تلك الأندية عن التنديد بالإبادة والعدوان، كما دعت فرقهم هذا التوجه الأمر الذي دفع للمطالبة من منع إسرائيل من المشاركة في بطولات كرة القدم الأوروبية والدولية.
فيما أظهر استطلاع جرى في 24 دولة في مارس /آذار الماضي، أن 20 دولة منها عبّر نصف السكان أو أكثر عن موقف سلبي من إسرائيل، وفي دول مثل أستراليا، اليابان، السويد، تركيا، وإندونيسيا، وصلت النسبة إلى 75% أو أكثر، حتى في بريطانيا ارتفعت نسبة غير المؤيدين من 44% عام 2013 إلى 61% عام 2025.
أميركا أفول السردية
على الضفة الأخرى من المحيط، كان تأثير الطوفان أكبر وأعمق فما أن تفاعل طلبة الجامعات مع الحدث وبدأت مطاردة الساحرات لهم في أروقة الجامعات وفي الكونغرس، كان الشارع الأميركي قد خرج في عدة ولايات بمظاهرات حاشدة مطالبة بوقف الإبادة ومطالبة بوقف تسليح الجيش الإسرائيلي والمشاركة في الإبادة.
إعلان
الانفتاح على سردية مغايرة للرواية الإسرائيلية في الولايات المتحدة، ظهر في استطلاعات الرأي وكان أحدثها استطلاع صحيفة واشنطن بوست الشهر الجاري حيث أظهر أن العديد من اليهود الأميركيين يظهرون استياء شديدا من سلوك إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، مع تزايد أعداد من يعتقدون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل مفرط.
ووفقا لاستطلاع لمركز بيو جرى في مارس/ أذار الماضي، ظهر أن 53% من الأميركيين يحملون مواقف سلبية تجاه إسرائيل، وصلت النسبة إلى نحو 60%، مع بروز قطيعة متزايدة بين الاحتلال والجيل الشاب الأميركي.
كما تحدث العديد من السياسيين المستقلين والمحللين عن جدوى عدم إسرائيل وما الفائدة التي تجنيها الولايات المتحدة من إسرائيل، الأمر الذي دفع نتنياهو للخروج في عدة منصات حوارية للحديث عن أهيمه إسرائيل للولايات المتحدة، فقد قال ، في حديث مع بن شابيرو أحد أبرز داعمي الرواية الإسرائيلية في أميركا، "نحن نتشارك مع أمريكا في امتلاك أكثر الأسلحة الهجومية تقدمًا على وجه الأرض، أسلحة لا تملكها أي من القوى العظمى، طُوّرت في إسرائيل، وتُشارك مع أميركا".
وهو الأمر الذي بات يقلق ساسة إسرائيل من تعميق خسارتهم لواشنطن خاصة مع أجيال لم تعد ترى أن إسرائيل حليف لهم.
وركز نتنياهو على أهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لكونها "أدوات المعركة" في دعم موقف إسرائيل لتنتصر في حربها على غزة، وقال إن منصة مثل "تيك توك هي رقم واحد" في حسم موقفه العالمي، وأشار إلى التعاون مع إيلون ماسك مالك منصة "إكس" ووصفه بالصديق لا العدو.
كما دفعت إسرائيل 4.1 مليون دولار لشركة "شو فيث باي ووركس" لاستهداف المسيحيين بدعاية "مؤيدة لإسرائيل ومعادية للفلسطينيين" بشكل صريح، وذلك من خلال دعم الكنائس والقساوسة، وفقا لملفات قانون تسجيل الوكلاء الأجانب التي استعرضتها وكالة الأنباء اليهودية.
فقد هاجمت لومر، الصحفية المثيرة للجدل والمقربة من ترامب، بشكل علني شخصيات بارزة في حركة ماغا، منهم المذيع والمعلق السياسي البارز تاكر كارلسون، ووصفته بـ"تاكر قطَرلسون" واتهمته بالتواطؤ مع جماعة الإخوان المسلمين. وذلك بعد انتقاده للسياسة الإسرائيلية وطريقة تعامل نتنياهو مع المسؤولين الأميركيين.
وقد تصاعدت الخلافات داخل ماغا، خاصة بعد أن طرح بعض حلفاء ترامب نظريات مؤامرة ضد إسرائيل، عقب اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك.
وخلص يميني إلى أن المهمة المقبلة الأصعب هي إعادة بناء المكانة الدبلوماسية لإسرائيل، وهي مهمة طويلة الأمد.
ولن تقف ارتدادات طوفان الأقصى عند توقف العدوان على القطاع، بل ستستمر في التأثير وبقوة على إسرائيل ومستقبلها.
مشاهدة بعد عامين على طوفان الأقصى hellip غزة التي غيرت العالم
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ بعد عامين على طوفان الأقصى غزة التي غيرت العالم قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على الجزيرة.نت ( قطر ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، بعد عامين على طوفان الأقصى…غزة التي غيرت العالم.
في الموقع ايضا :