الحب الذي يولد في الفراغ، يظل يتيمًا بلا ملامح، والشوق الذي لا يسكن شارعًا أو مدينة، يبقى شبحًا هائمًا لا أثر له، هنا تكمن أولى جماليات الظرفية في الأغنية السعودية وفي أرقى تجلياتها؛ لا تصف الأغنية المكان المجرد، تسكنه وتتملكه "بليا سابق وعد" في لحظة جمالية لا تعبر عن دقة الوصف وحدها بل في براعة "التحويل"؛ نحو خيميائية يرى فيها الشاعر والفنان ما لا يراه الآخرون، فيظهر له "وجه الرياض.. في مرايا السحب"، بملامحها الهادئة ورقتها التي تدفعه إلى التنهد قائلاً: "آه ما أرق الرياض"، ويصل هذا التماهي ذروته حين لا يعود الفنان يميز بين ذاته والمكان، فيصرخ: "يا مكاني من البيوت ومن الصحاري".
ومن ملامح المكان إلى هويته، يتحول النطق بالاسم في سياق لحني شجي إلى "تميمة صوتية" توثق الهوية وتفتح أبواب الذاكرة عبر رحلة من التساؤلات التي هي بحد ذاتها احتفاء بجغرافيا المكان.
"أنت من سودة عسير؟"
"أنت من أهل الخميس؟"
"أنت من أهل النماص؟"
ليأتي الجواب الأخير "قال من أهل الجنوب" ليس كمعلومة، انما إعلان عن هوية كاملة عريقة، ارتبط سر الجمال فيها بالأرض.
وقد أدركت الأغنية السعودية بفطرتها أن الذاكرة الفنية لا تُحفر في الجغرافيا وحدها، إنما في تقاطعها مع لحظة زمنية لا تتكرر، تحبس المشهد كاملاً بروحه ودلالاته، وتصوغ منه ملاذًا شعوريًا يمكن العودة إليه كلما أردنا، فجمال الرياض ورقتها يتجلى في "تالي الليل" وبهاء الجنوب وشذى عطره "عند الغروب" والليل تكتمل فرحته عريساً على شط البحر في "ليلة خميس" يكون قمرها بدراً "وسط الشهر"، لتكتمل بذلك صورة العالم الحسي واللحظة التي لم يرها غير شاعر وفنان في مشاعر موثقة بالتاريخ والمكان تمنحها فرصة للخلود في ذاكرة الأجيال.
مشاهدة الظرفية سر خلود الأغنية السعودية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الظرفية سر خلود الأغنية السعودية قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جريدة الرياض ( السعودية ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، "الظرفية" سر خلود الأغنية السعودية.
في الموقع ايضا :