«في بلجيكا، اكتسبت ثقافة التدريب، ومعها ثقافة النجاح.. تعلمت ألا أخشى أي منافس، وأن أثق بعملي تمامًا». بهذه الكلمات الدالة يصف محمد وهبي، مدرب المنتخب المغربي للشباب تحت 20 عامًا لكرة القدم تجربته المهنية، التي رسخت مكانته في تاريخ الكرة المغربية من خلال إنجازات شباب الأطلس في كأس العالم اللاتيني وبلوغه النهائي العالمي، الخميس. ولد وهبي في 7 سبتمبر 1976، في بروكسل، بعيدًا عن وطنه الأم، محملًا بشغف لا حدود له تجاه كرة القدم، ومجهزًا بثقافة أوروبية غنية ومتعددة الأبعاد، تحولت إلى جسر يجمع بين الانضباط التكتيكي الأوروبي والروح الكروية المغربية الأصيلة. بدأت رحلته المهنية المبكرة بتلقي تعليمه الأكاديمي في مدرسة شارل بولس، حيث عمل مدرسًا في البداية. غير أن مصيره الحقيقي كان ينتظره في أكاديمية أندرلخت الشهيرة، حيث قضى سبعة عشر عامًا، صقل خلالها مواهب الشباب الذين أصبحوا لاحقًا نجومًا دوليين، مثل عدنان يانوزاي ويوري تيليمانس. هذه الفترة أكسبته خبرة عميقة في تطوير المواهب الشابة وبناء الشخصية الرياضية المتكاملة. يعلق وهبي على تجربته في أندرلخت قائلًا: «لقد تعلمت هناك ثقافة التدريب، تعلمت ألا أخاف من أي منافس، وأن أؤمن بعملي.. قضيت 17 عامًا في أندرلخت، مع لاعبين استثنائيين يلعبون الآن في أعلى المستويات.. إنه نادٍ سيبقى دائمًا في قلبي». عاد وهبي إلى الوطن محملًا بأرفع الشهادات التدريبية في أوروبا، بما في ذلك رخصة UEFA Pro، التي تؤهله لقيادة الفرق المحترفة على أعلى المستويات. لم تكن مسيرته الأوروبية مجرد تجربة وظيفية، بل كانت مدرسة حقيقية لثقافة النجاح، حيث تعلم عدم الخوف من المنافسين والثقة بقدراته ورؤيته. تلت ذلك تجربة دولية في الدوري السعودي، حيث شغل منصب مساعد البرتغالي ليانيك فيريرا في الفتح في موسم 2020 و2021 قبل أن تعيده الأقدار إلى المغرب. في عام 2022، تولى وهبي مسؤولية تدريب المنتخب المغربي للشباب، وهي مهمة لم تخلُ من التحديات، لكنه واجهها برؤية استراتيجية واضحة وخطة عمل محكمة. اعتمد في فلسفته التدريبية على الانضباط التكتيكي، والسيطرة على إيقاع المباراة، والمرونة في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، مع التركيز الخاص على البنية الذهنية للاعبين وروح الفريق الجماعية. لم يكن يسعى إلى الموهبة الخام فحسب، بل إلى الشخصية المتوازنة وكان يردد دائمًا بين لاعبيه: «لا أعذار، ولا ملامة»، التي أصبحت شعارًا للفريق. يصف وهبي عمله مع الفئات العمرية قائلًا: «لقد عملتُ مع جميع الفئات العمرية، من الأطفال بعمر ثمانية أعوام وصولًا إلى الفريق الأول، وبحلول الوقت الذي يبلغ فيه اللاعبون 19 أو 20 عامًا، يكونون قد مرّوا بالفعل بصعوبات كرة القدم الاحترافية: يعرفون كم هو صعب أن تبرز.. لم يعودوا حالمين مثل لاعبي 15 أو 16 عامًا، إنهم ما زالوا شبابًا، لكنهم يفهمون. يريدون أن يُعامَلوا ضمن قواعد وهيكل واضح». لم يكن الطريق خاليًا من العقبات، فقد واجه تحديات أولية، واتخذ قرارات جريئة مثل استبعاد لاعبين موهوبين لعدم التزامهم بقواعد الفريق، مؤكدًا أن الانضباط هو أساس النجاح الجماعي. تدريجيًا، بدأت جهوده تؤتي ثمارها، خاصة في البطولة الإفريقية، حيث قدم «شباب الأطلس» أداءً مميزًا أهلهم للمشاركة في كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا في تشيلي 2025. في أرض أمريكا الجنوبية، سطر المغرب صفحة جديدة في تاريخه الكروي. منذ الدقائق الأولى لمباراة الافتتاح أمام إسبانيا، أبدى الفريق شخصية قوية وسيطرة كاملة على المجريات، محققًا تقدمًا بهدفين نظيفين قبل الدقيقة الستين. استمر الزخم أمام البرازيل، حيث حقق الفوز وتصدر المجموعة، ثم أقصى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في الأدوار الإقصائية، ليصل إلى النهائي محققًا أحلام ملايين المغاربة. لم تكن هذه الإنجازات صدفة، بل ثمرة رحلة طويلة من العمل الدؤوب، والرؤية الاستراتيجية، والإيمان الراسخ بإمكانات جيل جديد من اللاعبين. نجح وهبي في صياغة فريق متماسك يدرك أن الإنجازات الكبرى تتطلب انضباطًا أكبر، وأن الطموحات العالية تبنى على أسس صلبة، لا على الأحلام وحدها.
مشاهدة وهبي عاد من الأحساء وكتب التاريخ في تشيلي
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ وهبي عاد من الأحساء وكتب التاريخ في تشيلي قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد علىالرياضية ( السعودية ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.