تصرخ المرأة "هذا المصنع سمّ قاتل، يجب التخلص منه"، مؤكدة أن ابنها أحمد البالغ 12 عاما اختنق جراء الغازات التي يطلقها مصنع الأسمدة التابع "للمجمع الكيميائي التونسي"، على غرار عشرات من سكان الأحياء المجاورة. يؤكد نجلها أحمد السراي لوكالة فرانس برس "كنت في صفي، فشعرت بحرقة في حلقي ووجع في رأسي، ثم فقدت الوعي". يدرس الفتى في مدرسة "شطّ السلام" القريبة من المجمع الصناعي الضخم الذي ينفث مدى الليل والنهار دخانا رماديا يملأ أجواء المنطقة. غير بعيد عنه، شعرت زميلته في الصف آمنة مرابط بأن صدرها "يشتعل" ثم "تقيّأت". عيناها متورمتان ووجهها شاحب، وتعرج منذ خروجها من المستشفى، وتقول والدتها هاجر إنها لا تريد إرسالها إلى المدرسة مجددا "إلى أن تجد السلطات حلولا". في غضون شهر واحد، تلقى نحو 200 من سكان الأحياء القريبة من المجمع الكيميائي علاجا لحالات "تسمم"، بينهم 122 شخصا الثلاثاء الفائت، وفق السلطات المحلية. ويؤكد النائب في المجلس المحلي (منتخب) أحمد قفراش لوكالة فرانس برس أن "هذه الأعراض سببها تسربات غازية من وحدات المجمع الكيميائي التونسي". ويوضح أن "هذه الحوادث ليست جديدة، لكن تكرّرها — أربع مرات في أيلول/سبتمبر ومرتين منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر — يجعلها أكثر خطورة من أي وقت مضى". يستخدم المجمع حمض الكبريت والأمونياك لصناعة مادة أساسها الفوسفات. ولم يرد المجمع الكيميائي التونسي على طلب فرانس برس بشأن حالة وحدته الصناعية التي افتتحت عام 1972 ويعتبرها السكان السبب الرئيس للتلوث المتفاقم في المدينة الساحلية وواحاتها منذ سنوات. ووفق الناشط البيئي خير الدين دبيّة، فإن الانبعاثات السامة تعود إلى "تهالك الوحدات الملوثة التي تم تركيبها منذ 53 عاما وغياب الصيانة". ويشير إلى "زيادة الإنتاج بمعدل لا يتناسب مع حالة الموقع"، معتبرا أن الحلّ الوحيد هو "تفكيك" المصنع. يقود دبيّة حملة "أوقفوا التلوث" منذ عقد ويندّد بالأضرار التي يسببها المصنع على البيئة وصحة السكان. وتؤكد حملة "أوقفوا التلوث" ودراسات مختلفة أن المخلفات التي يصرّفها المجمع الكيميائي التونسي تلوث الشواطئ والتربة، وتسببت في تقويض نظام الصيد البحري، وتعتبر سببا في تزايد غير طبيعي في أمراض الجهاز التنفسي والسرطان. ودعت الحملة آلاف السكان الغاضبين إلى التظاهر الأربعاء للمطالبة بإغلاق الوحدات الملوثة. وقد فرقت قوات الأمن باستعمال الغاز المسيل للدموع المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تطالب بـ"وقف الجرائم البيئية" وتحقيق "العدالة المناخية". ويؤكد الدبيّة "لقد تحقق هدف التظاهرة: أصبح هذا الملف أولوية لسكان قابس". "أول شكوى" وعدت السلطات التونسية عام 2017 بتفكيك المجمع الذي يوظف أربعة آلاف شخص في منطقة تعاني من البطالة، واستبداله بمنشأة تتوافق مع المعايير الدولية للحفاظ على البيئة. وتعتزم مجموعة من المحامين رفع دعوى قضائية ضد "المجمع الكيميائي التونسي" باسم تلاميذ تعرضوا للتسمم مؤخرا. يقول المحامي مهدي التلمودي، رئيس لجنة الدفاع عن التلاميذ، إنه "سيتم تقديم أول شكوى استعجالية إلى المحكمة الابتدائية في قابس لوقف أنشطة الوحدات الملوثة، وثانية لتفكيك المجمع". تجد السلطات نفسها في موقف حرج بشأن هذا الملف، لأن استغلال الفوسفات الذي يعد الثروة الطبيعية الرئيسية للبلاد، يمثل "ركيزة أساسية" للاقتصاد أكد على أهميتها الرئيس قيس سعيّد. وقد طالب سعيّد بزيادة إنتاج الأسمدة المستخلصة من مادة الفوسفات بنحو خمسة أضعاف بحلول عام 2030 (من حوالي ثلاثة ملايين طن سنويا إلى 14 مليونا) للاستفادة من ارتفاع الأسعار العالمية. ومنذ أسبوع أعلن رئيس الدولة أن حالات التسمم والاختناق سببها مشاكل في الصيانة وأرسل فريقا من ممثلين من وزارتي الطاقة والبيئة بشكل عاجل إلى قابس، رغم تشكيك خبراء في إمكانية تطهير الموقع. من جهتها، فقدت راضية السراي (58 عاما) الأمل وهي قريبة الطفل أحمد ومصابة بمرض السرطان، وقد تم إدخالها المستشفى مؤخرا بسبب التسمم. وتقول بنبرة يائسة "لن يتم فعل أي شيء والمجمع الذي يقتلنا سيبقى".
مشاهدة سكان مدينة قابس التونسية ينددون بمجمع صناعات كيميائية يبث سما قاتلا
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ سكان مدينة قابس التونسية ينددون بمجمع صناعات كيميائية يبث سما قاتلا قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد علىفرانس 24 ( الإمارات ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.