درجات الحرارة المرتفعة تشكل خطراً مباشراً على صحة الحوامل وأجنتهن، إذ تؤدي إلى زيادة الضغط على القلب والكليتين والأعضاء الحيوية الأخرى، بينما تتغير آليات تبريد الجسم الطبيعية خلال فترة الحمل، مما يجعل الحوامل أكثر عرضة للإجهاد الحراري والمضاعفات الصحية.
تغير المناخ الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، تزداد موجات الحر شدةً وتكراراً، ما يضاعف فترة تعرض الحوامل للحرارة العالية، خاصة في المجتمعات الفقيرة التي تفتقر إلى وسائل التبريد الحديثة، وفق ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
لماذا تشكل الحرارة خطراً على النساء الحوامل؟
خلال فترة الحمل، يخضع الجسم لتحولات فسيولوجية معقدة تجعل التعامل مع الحرارة المرتفعة أكثر صعوبة. ومن أبرز هذه التحولات:
-
زيادة حجم البطن مما يقلل من كفاءة تبريد الجسم.
-
ارتفاع معدل الأيض الداخلي الذي ينتج حرارة إضافية.
-
مجهود قلبي أكبر لضخ الدم نحو الأعضاء والمشيمة.
تحويل الدم نحو الجلد لتبديد الحرارة، وهو ما قد يقلل تدفق الدم نحو المشيمة ويؤثر على نمو الجنين. كما أن ارتفاع الحرارة يرفع من امتصاص الجسم للمواد الكيميائية الضارة، مما يزيد من احتمالات المضاعفات الصحية.
الآثار تمتد قبل الحمل وبعد الولادة
لا تقتصر آثار الحرارة المرتفعة على فترة الحمل نفسها، بل تمتد إلى مراحل أخرى من حياة المرأة والطفل:
-
قبل الحمل: التعرض للحر الشديد قد يؤثر على خصوبة المرأة ويزيد احتمالية المضاعفات خلال الحمل المستقبلي.
-
أثناء الحمل: تزداد مخاطر تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم والجفاف.
-
بعد الولادة: يمكن أن تتفاقم مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب خلال فترات الطقس الحار.
-
على الأطفال: أظهرت الدراسات أن الأجنة التي تتعرض للحرارة المفرطة داخل الرحم قد تواجه مشاكل في النمو والتطور العصبيلاحقاً.
دعوات لتعزيز الأبحاث والسياسات الوقائية
يشدد الخبراء على ضرورة توسيع الأبحاث الطبية حول تأثير الحرارة على صحة المرأة الحامل، إذ لا تزال البيانات العلمية في هذا المجال محدودة رغم تسارع التغير المناخي عالمياً. كما يدعون إلى وضع سياسات وقائية تشمل توعية الحوامل بخطورة التعرض للحرارة، وتوفير بيئات آمنة خلال موجات الحر، خصوصاً في المناطق الأكثر عرضة لارتفاع درجات الحرارة.
مصراوي
في الموقع ايضا :