فقد أعلنت مؤسسة بريجيت باردو "ببالغ الحزن والأسى وفاة مؤسستها ورئيستها بريجيت باردو، الممثلة والمغنية العالمية الشهيرة التي اختارت التخلي عن مسيرتها الفنية المرموقة لتكريس حياتها وجهودها لرعاية الحيوانات ودعم مؤسستها"، وذلك في بيان لوكالة فرانس برس. وأكدت المؤسسة لوكالة فرانس برس أن الممثلة المعروفة خصوصا بدوريها في فيلمي "Et Dieu... créa la femme" ("وخلق الله المرأة") وLe mépris ("الازدراء")، توفيت صباح الأحد في دارتها الشهيرة "لا مادراغ" بمدينة سان تروبيه الساحلية في جنوب فرنسا. وكانت قد دخلت المستشفى في تولون بجنوب شرق فرنسا في تشرين الأول/أكتوبر لإجراء عملية جراحية لم يُكشف عن طبيعتها، ثم عادت إلى منزلها في سان تروبيه للراحة. نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون النجمة الفرنسية عبر منصة إكس واصفا إياها بأنها "أسطورة" كانت تجسد "حياة الحرية. وأشادت وزيرة الثقافة رشيدة داتي بها على المنصة نفسها بباردو، واصفة إياها بأنها "أيقونة بين الأيقونات، حرة وفرنسية بامتياز". كذلك، أشادت مارين لوبن، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي لم تخفِ باردو علاقاتها الوثيقة به، بالممثلة الراحلة واصفة إياها بأنها امرأة "فرنسية بكل معنى الكلمة: حرة، لا تُقهر، ومخلصة". ونعت بلدية سان تروبيه النجمة الراحلة قائلة إن بريجيت باردو ساهمت في جعل المدينة "تتألق في جميع أنحاء العالم"، و"ستبقى ذكراها خالدة في قلوبنا". في السنوات الأخيرة، اشتُهرت بريجيت باردو التي شكلت رمزا للتحرر في فرنسا خلال خمسينيات القرن العشرين، بتصريحاتها الجريئة حول السياسة والهجرة والنسوية والصيد، وقد دينت بتهمة الإدلاء بإساءات عنصرية على خلفية بعض مواقفها. وكتبت بنبرة لا تخلو من التحدي في مقدمة كتابها بعنوان "ماي بي بي سيدير" ("My BBcédaire") الذي نشرته دار فايار في أوائل تشرين الأول/أكتوبر "الحرية هي أن تكون على طبيعتك، حتى وإن أزعج ذلك الآخرين". قبل أن تشتهر بصراحتها، كانت المرأة المعروفة بحرفي اسمها الأولين (بي. بي.)، أسطورة بكل ما للكلمة من معنى. أسطورة امرأة متحررة، على صعيد القيود الأخلاقية والملابس والعلاقات العاطفية والجنسية، ومن كل ما كان متوقعا منها. وقد كانت امرأة "لا تحتاج لأحد"، بحسب كلمات أغنية كتبها لها سيرج غينسبور عام 1967، لتتخطى بشهرتها حدود فرنسا إلى العالم بأسره. مشهدان محفوران في الذاكرة كانت بريجيت باردو أشبه بمارلين مونرو الفرنسية، شقراء مثلها، بجمال آسر وحياة خاصة مضطربة، مطاردة من المصورين. كانت مارلين "امرأة تعرّضت للاستغلال ولم يفهمها أحد، وماتت في النهاية بسبب ذلك"، بحسب توصيف باردو التي التقتها في العام 1956. لكن باردو حاولت تفادي تكرار هذا الخطأ، إذ سلكت دربا مختلفا في التاسعة والثلاثين من عمرها، تاركة وراءها نحو خمسين فيلما ومشهدين حُفرا في الذاكرة السينمائية: الأول يظهرها ترقص المامبو بحماس في مطعم بسان تروبيه (في فيلم "وخلق الله المرأة" سنة 1956)، والثاني مونولوغ تفصّل فيه عارية أجزاء جسدها المختلفة، في بداية فيلم "الازدراء" (1963). لم يكن هناك ما يُهيئ بريجيت في شبابها لهذا الدرب، إذ وُلدت لعائلة برجوازية باريسية عام 1934، وكانت شغوفة بالرقص وجرّبت حظها في عرض الأزياء. وفي الثامنة عشرة من عمرها، تزوجت من حبها الأول، المخرج روجيه فاديم الذي أسند إليها دور جولييت في فيلم "وخلق الله المرأة" الذي أثار صدمة لدى عرضه ورسّخ مكانتها كرمز للإغراء. بعد نجاح الفيلم، انطلقت في سلسلة من المشاريع السينمائية التي أثارت فيها الجدل وتعرّضت من خلالها إلى ضغوط الشهرة. في عام 1960، في أوج شهرتها، أنجبت ابنها الوحيد نيكولا في ظل متابعة واسعة من الصحافة. وقد كانت التجربة مؤلمة بالنسبة للممثلة التي قالت إنها تفتقر لغريزة الأمومة، فتركت زوجها جاك شاريه يربّي ابنهما. تزوجت لاحقا من الألماني غونتر زاكس، المليونير المُولع بالنساء، ثم من الصناعي برنار دورمال، أحد مؤيدي الجبهة الوطنية. صغار الفقمة بعدما طوت صفحة السينما، كرّست بريجيت باردو حياتها للدفاع عن حقوق الحيوان. وكانت نقطة التحول عندما رأت عنزة في موقع تصوير فيلمها الأخير "L'histoire très bonne et très joyeuse de Colinot trousse-chemise" ("قصة كولينو تروس-شيميز الجميلة والمرحة جدا") الصادر سنة 1973، فاشترتها واحتفظت بها في غرفتها بالفندق لتحميها من الذبح. خاضت باردو معارك كبيرة في هذا المجال، دافعت فيها عن الأفيال وعارضت عمليات ذبح الحيوانات في الشعائر، كما حملت على مصارعة الثيران واستهلاك لحم الخيل. عام 1977، سافرت إلى جبال الجليد في القطب الشمالي للتوعية بمعاناة صغار الفقمة، في حدث أثار شهية كبيرة لدى وسائل الإعلام وتصدّر غلاف مجلة "باري ماتش"، ما ترك لديها ذكريات مؤلمة. أمضت معظم فترات حياتها الثانية ما بعد السينما بعيدا عن الأضواء، في جنوب فرنسا، بين دارتها الرئيسية "لا مادراغ" ومقر إقامتها الثاني الأكثر هدوءا، "لا غاريغ". هناك، كانت تنقذ الحيوانات المعذبة وتدير المؤسسة التي تحمل اسمها والتي تأسست عام 1986. في مقابلة أجرتها في أيار/مايو مع قناة "بي اف ام تي في" الإخبارية، صرّحت باردو بأنها تتوق إلى "السلام والطبيعة" وأن تعيش "كمزارعة"، مع حيواناتها، من دون "هاتف محمول أو حاسوب". في تشرين الثاني/نوفمبر، وبعد أن أشارت تقارير صحافية إلى دخولها المستشفى للمرة الثانية في أسابيع قليلة، طمأنت بريجيت باردو الجمهور بشأن صحتها. وفي حديثها عن الموت، حذرت من أنها تريد تجنب حضور "حشد من الحمقى" في جنازتها، وطلبت وضع "صليب خشبي" بسيط فوق قبرها في حديقتها، تماما كما الحال مع حيواناتها. بور-جفغ-جلو-مدف-ماي/جك/ع ش
مشاهدة وفاة بريجيت باردو أيقونة السينما الفرنسية عن 91 عاما
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ وفاة بريجيت باردو أيقونة السينما الفرنسية عن 91 عاما قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد علىفرانس 24 ( الإمارات ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.