يدخل لبنان عام 2025 مثقلاً بجراحه المفتوحة، دولةً أنهكها الانهيار الاقتصادي، واستنزفتها الأزمات المتراكمة، من شللٍ مؤسّسي وغلاءٍ معيشي وهجرةٍ تطاول خيرة شبابه. في هذا العام، لا تبدو الآلام طارئة ولا عابرة، بل هي حصيلة سنوات من سوء الإدارة، وتنازع المصالح، وغياب القرار الوطني الجامع. ومع ذلك، فإنّ تاريخ لبنان يثبت أنّ هذا البلد الصغير يملك قدرة استثنائية على النهوض من تحت الركام، كلّما توافرت الإرادة السياسية والفرصة الدستورية.في قلب هذه المرحلة، تعود الذاكرة إلى دور الرئيس العماد ميشال عون، الذي شكّل وصوله إلى سدّة الرئاسة محطّة مفصلية في الحياة السياسية اللبنانية. فقد رفع عون لواء الإصلاح، ووضع عناوينه الكبرى على الطاولة: مكافحة الفساد، استعادة دور الدولة، وتعزيز الشراكة الوطنية. ورغم العوائق الداخلية والتجاذبات التي حالت دون تحقيق الإصلاحات بالوتيرة المنشودة، إلا أنّ الأساس وُضع، والبذرة زُرعت، تاركاً للبنانيين مسؤولية استكمال المسار وقطف الثمار. فالإصلاح ليس فعلاً آنياً ولا مشروع عهد واحد، بل خيار وطني طويل النفس.وفي هذا الإطار، برزت حركة جبران باسيل السياسية والإنمائية، التي سعت إلى الجمع بين العمل السياسي والانفتاح على مختلف الأطراف، في محاولة لكسر حلقة الاصطفافات الحادّة. فقد انطلقت هذه الحركة من قناعة بأنّ لبنان لا يُنقذ بالقطيعة ولا بالخطاب التحريضي، بل بالحوار، وبمدّ الجسور، وببرامج إنمائية تعيد الثقة بين الدولة والمواطن. وشكّلت ملفات الطاقة، والبنى التحتية، واللامركزية الإدارية، ركائز أساسية في هذا التوجّه، باعتبارها مفاتيح حقيقية للنهوض الاقتصادي والاجتماعي.ومع اقتراب الانتخابات النيابية في عام 2026، تبرز الحاجة الملحّة إلى وعي وطني جامع. فلبنان اليوم لا يحتمل المزيد من أصوات التفرقة، ولا الخطابات التي تؤجّج النزاعات الداخلية وتعمّق الانقسام. التجربة أثبتت أنّ الصراخ المتبادل لا يبني دولة، وأنّ الخلاص لا يأتي إلا عبر الإصغاء إلى الصوت الجامع، الذي يضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الفئوية والشخصية.إنّ الانتخابات المقبلة تمثّل فرصة مفصلية لإعادة تكوين السلطة، وتجديد الحياة السياسية على أسس المساءلة والبرامج الواضحة. وبين آلام 2025 وآمال 2026، يقف لبنان أمام خيارَين: إمّا الاستسلام لدوامة الانهيار، أو التلاقي حول مشروع وطني إصلاحي، يستند إلى ما زُرع من أفكار، وينفتح على المستقبل، ليبدأ مسار إنقاذ طال انتظاره.
مشاهدة لبنان بين آلام 2025 وآمال 2026 جان بو شعيا
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ لبنان بين آلام 2025 وآمال 2026 جان بو شعيا قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد علىTayyar.org ( لبنان ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.