كتب- د. معن علي المقابلة لم يعد مقنعًا الحديث عن "أخطاء مهنية” أو "تفاوت في التغطية” عند توصيف الإعلام الرسمي العربي اليوم. ما يجري هو خيار سياسي متكامل، تقوده دول بعينها، وتنفذه قنوات محددة، لإعادة تشكيل وعي عربي منزوع الدسم، منزوع العداء للاحتلال، ومنزوع القدرة على الغضب. وإذا كان أحمد سعيد قد كذب على الجمهور باسم القومية عام 1967، فإن إعلام اليوم يكذب عليه باسم "العقلانية” و”الواقعية” و”المصالح الوطنية”. في ملف التطبيع، يصعب تجاهل الدور الذي تلعبه قنوات مثل العربية وسكاي نيوز عربية، ومعهما منصات رسمية وإلكترونية. هنا لا يُقدَّم التطبيع كخيار سياسي قابل للنقاش، بل كحقيقة نهائية لا بد من التكيّف معها. إسرائيل تُستضاف على الشاشات بصفة "خبير أمني” أو "محلل استراتيجي”، بينما يُقصى الصوت الفلسطيني أو يُحاصر بأسئلة اتهامية. أما أي معارض للتطبيع، فيُقدَّم بوصفه شعبويًا، أو مأزومًا نفسيًا، أو أداة لمحاور إقليمية. هذا الإعلام لا يكتفي بتبرير السياسات، بل يعمل على إعادة تعريف العدو: العدو لم يعد الاحتلال، بل "الإسلام السياسي”، أو "الفوضى”، أو "محور المقاومة”. تمامًا كما فعل إعلام 1967 حين أخفى العدو الحقيقي خلف خطاب بطولي أجوف، يخفي إعلام اليوم حقيقة الصراع خلف لغة المصالح والأسواق والاستثمارات. في القضية الفلسطينية، يتجلّى الانحراف بأوضح صوره. تغطيات قنوات رسمية مصرية وخليجية كثيرة تحصر فلسطين في بعدها الإنساني فقط: دموع، مستشفيات، دعوات للتهدئة. لا احتلال، لا استعمار، لا استيطان. وحين تقاوم غزة، تُستدعى مفردات جاهزة: "التصعيد غير المحسوب”، "المغامرة”، "دفع المدنيين إلى الهلاك”. يتم تحميل الضحية مسؤولية الجريمة، بينما يُقدَّم الاحتلال كطرف "يرد”. في المقابل، يُشن هجوم دائم على إعلام المقاومة، لا لأنه غير مهني، بل لأنه يخرق الخط الأحمر: تسمية إسرائيل كعدو، وتذكير الجمهور بأن ما يجري ليس أزمة إنسانية بل صراع تحرر. وهذا ما يجعل خطابات مثل خطابات أبو عبيدة مزعجة لهذا الإعلام؛ لأنها تعيد السياسة إلى مكان طُردت منه عمدًا. أما في الحروب الداخلية العربية، فالصورة أكثر فجاجة. في سوريا، لعب الإعلام الرسمي وحلفاؤه الإقليميون دورًا مباشرًا في تبرير تدمير المدن تحت عنوان "محاربة الإرهاب”. في مصر، أُعيد إنتاج نموذج الإعلام الأمني بعد 2013، حيث صارت القنوات الخاصة قبل الرسمية ناطقة باسم الأجهزة، تبرّر القمع، وتُشيطن أي معارضة، وتفرغ السياسة من مضمونها. في اليمن وليبيا، تحوّلت الشاشات إلى أدوات تحريض، كلٌ حسب مموله، بينما يُدفن المدنيون تحت لغة "الشرعية” و”استعادة الدولة”. الجامع بين هذه النماذج هو أنها إعلام أنظمة خائفة من شعوبها. أنظمة لا تثق بوعي مواطنيها، فتصادر الحقيقة وتعيد توزيعها جرعات مضبوطة. أنظمة تعلّمت من عبد الناصر كيف تحتكر الميكروفون، لكنها لم تتعلم من هزيمته لماذا كان الكذب قاتلًا. في هذا المشهد، لا يبدو إعلام المقاومة نقيضًا أخلاقيًا فقط، بل فضيحة سياسية للإعلام الرسمي. لأنه يثبت أن بالإمكان مخاطبة الجمهور دون تضليل، ودون تحويل الهزيمة إلى نصر وهمي، ودون شطب العدو من القاموس. وهذا بالضبط ما لا تستطيع الأنظمة العربية تحمّله: إعلام لا يخضع، ولا يطلب الإذن، ولا يشارك في إدارة الوعي المعطوب. الخلاصة أن ما نراه اليوم ليس انحرافًا طارئًا، بل امتدادًا مباشرًا لمدرسة 1967: مدرسة ترى في الإعلام سلاحًا ضد الناس لا معهم. ومن صوت أحمد سعيد إلى مذيعي العربية وسكاي نيوز ونشرات الإعلام الرسمي، تتغير اللهجات وتبقى الوظيفة واحدة: حراسة الرواية الرسمية… ولو على حساب الحقيقة. .
مشاهدة من صوت العرب إلى العربية وسكاي نيوز إعلام رسمي يبد ل العدو ويعيد إنتاج هزيمة
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ من صوت العرب إلى العربية وسكاي نيوز إعلام رسمي يبد ل العدو ويعيد إنتاج هزيمة 1967 عاجل قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد علىجو 24 ( الأردن ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، من صوت العرب إلى العربية وسكاي نيوز: إعلام رسمي يبدّل العدو ويعيد إنتاج هزيمة 1967 عاجل.