العناق الذي يضغط أكثر مما يطمئن: لماذا يعتمد ترامب هذا الأسلوب مع نتنياهو؟ عاجل ..اخبار محلية

اخبار محلية بواسطة : (جو 24) -
كتب زياد فرحان المجالي لم يكن المشهد الذي خرج من قمة مار-إيه-لاغو بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو تفصيلاً بروتوكوليًا عابرًا يمكن تجاهله. على شاشة التلفاز، بدا كل شيء دافئًا: عناق، ابتسامات، مجاملات متبادلة، ولغة جسد توحي بعلاقة شخصية تتجاوز الحسابات السياسية التقليدية. لكن من يعرف ترامب، أو يراقب سلوكه منذ سنوات، يدرك أن هذا الدفء ليس بريئًا، وأن العناق في قاموسه ليس نهاية الصفقة، بل بدايتها. من وجهة نظري، ما شاهدناه لم يكن دعمًا مجانيًا، بل ضغطًا ناعمًا مُغلّفًا بالمديح. ترامب لا يحب الإملاءات المباشرة، ولا يفضّل لغة الأوامر العلنية، خصوصًا مع حلفاء يمتلكون وزنًا داخليًا وخارجيًا. لذلك يختار طريقًا أكثر دهاءً: يرفعك علنًا، يمدحك أمام الكاميرات، ثم يتركك وحدك أمام فاتورة التوقعات. العناق كأداة ضغط لا تُرى في السياسة التقليدية، يُمارَس الضغط عبر تصريحات صارمة أو تهديدات ضمنية. أما عند ترامب، فالأمر مختلف. حين يحتضن زعيمًا ويغرقه بالثناء، فإنه يرفع سقف التوقعات أمام الرأي العام، ومؤسسات الحكم، والحلفاء والخصوم في آنٍ واحد. بعدها يصبح أي تراجع من الطرف الآخر ليس مجرد خلاف سياسي، بل إحراجًا داخليًا: كيف ترفض طلبًا ممن وصفك بأنه "أفضل حليف” و”رجل المرحلة”؟ بهذا المعنى، يتحوّل المديح إلى قيد. العناق لا يحرّر، بل يقيّد. وهو أسلوب بالغ الفاعلية مع زعيم مثل نتنياهو، يعيش أصلًا تحت ضغط داخلي، وائتلاف هش، ومجتمع منقسم. من الصداقة إلى "الدَّين السياسي” لا يُخفي ترامب أنه يرى السياسة امتدادًا لفلسفة الصفقات. في عالمه، لا وجود لعلاقات بلا مقابل؛ حتى الصداقة لها ثمن. حين يمنح نتنياهو صورة دعم علنية، فهو لا يفعل ذلك بدافع العاطفة أو الانحياز الأيديولوجي فحسب، بل لأنه يتوقع مقابلًا سياسيًا ملموسًا. الرسالة غير المعلنة واضحة: "منحتك غطاءً سياسيًا وإعلاميًا واسعًا… الآن عليك أن تُثبت أن هذا الغطاء لم يكن خطأً.” وهنا يدخل ملف غزة، ومعبر رفح، وإعادة الإعمار المحدودة، والترتيبات الأمنية والسياسية في المناطق التي لا تسيطر عليها حماس. أفكار ليست جديدة، لكنها في هذا التوقيت تتحوّل إلى اختبار ولاء سياسي مغلّف بلغة الصداقة. نقل العبء دون كسر التحالف من أكثر جوانب هذا الأسلوب دهاءً قدرة ترامب على نقل المسؤولية كاملة إلى إسرائيل دون أن يبدو كمن يفرض عليها شيئًا. بدل أن يقول علنًا: "على إسرائيل أن تفعل كذا وكذا”، يكتفي بعبارة من نوع: "أنا أثق بنتنياهو… هو يعرف ما يجب فعله.” هذه الجملة البسيطة تحمل عبئًا ثقيلًا؛ فهي: تُبقي التحالف الأميركي–الإسرائيلي متماسكًا شكليًا تُعفي واشنطن من أي التزام مباشر أو مكتوب وتترك نتنياهو وحيدًا أمام قرارات صعبة داخليًا بمعنى آخر، ترامب لا يريد أن يدفع ثمن القرار، لكنه يريد أن تُتخذ القرارات. مخاطبة جمهورين بلغة واحدة لا يمكن فصل هذا الأسلوب عن إدارة ترامب للداخل الأميركي. فهو يخاطب جمهورين في آنٍ واحد: قاعدته الشعبية المؤيدة لإسرائيل، التي تريد رئيسًا "لا يتخلى عن الحليف” والمؤسسات والنخب الأميركية، التي لا تريد تورطًا مفتوحًا أو التزامات غير محسوبة العناق العلني يرضي القاعدة. الغموض السياسي يرضي المؤسسات. أما العبء، فيُلقى بهدوء على كاهل الحليف. لماذا يقلق هذا الأسلوب إسرائيل؟ من هنا يمكن فهم القلق المتزايد في القدس. فـ"العناق الترامبي” لا يعني ضمانات مكتوبة، ولا التزامات صلبة، ولا خطوطًا حمراء واضحة. كل شيء يبقى "قيد الدراسة”، و”قابلًا للتغيير”، و”مرتبطًا بالنتائج”. وهذا يضع نتنياهو في زاوية ضيقة: ضغط أميركي ناعم لكنه فعّال، في مقابل رفض داخلي من ائتلاف يميني يرى في أي خطوة تجاه رفح أو إعادة الإعمار تنازلًا سياسيًا خطيرًا. خلاصة المشهد من وجهة نظري، ما شهدناه في مار-إيه-لاغو لم يكن لحظة انسجام عاطفي، بل لحظة هندسة سياسية دقيقة. ترامب لا يناقض نفسه حين يمدح ثم يطالب، ولا يتراجع حين يحتضن ثم يضغط. هذا هو أسلوبه في أعلى درجات البراغماتية: يمدح ليأخذ، يحتضن ليضغط، ويغادر دون أن يلتزم. ولهذا تحديدًا، فإن الدفء الظاهر على الشاشات لم يكن نهاية المشهد، بل بدايته. الفاتورة لم تُدفَع بعد، لكنها وُضعت بوضوح على الطاولة. .

مشاهدة العناق الذي يضغط أكثر مما يطمئن لماذا يعتمد ترامب هذا الأسلوب مع نتنياهو عاجل

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ العناق الذي يضغط أكثر مما يطمئن لماذا يعتمد ترامب هذا الأسلوب مع نتنياهو عاجل قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جو 24 ( الأردن ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، العناق الذي يضغط أكثر مما يطمئن: لماذا يعتمد ترامب هذا الأسلوب مع نتنياهو؟ عاجل.

آخر تحديث :

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار محلية
جديد الاخبار