من غزة إلى القرن الإفريقي: كيف تحاول إسرائيل تطويق تركيا؟ ...الشرق الأوسط

اخبار عربية بواسطة : (ترك برس) -

ترك برس

تناول مقال للكاتب والمحلل التركي إسماعيل ياشا، بصحيفة "عربي21"، التداعيات السياسية والاستراتيجية لاعتراف إسرائيل بـ«جمهورية أرض الصومال»، معتبرًا الخطوة تصعيدًا مباشرًا في الصراع المتنامي بينها وبين تركيا، ونقلة نوعية في سعي تل أبيب لترسيخ نفوذها في البحر الأحمر وباب المندب.

ويعرض الكاتب خلفية الشراكة التركية-الصومالية الممتدة منذ أكثر من عقد، والتي تشمل التعاون الإنساني والعسكري والاقتصادي، ويرى فيها سببًا رئيسيًا للقلق الإسرائيلي. كما يربط التحرك الإسرائيلي بمحاولة تطويق النفوذ التركي في إفريقيا وشرق المتوسط، والتأثير على معادلات الأمن الإقليمي.

ويخلص إلى أن إسرائيل، في ظل استحالة المواجهة المباشرة مع تركيا، تتجه إلى استخدام أدوات غير مباشرة، كدعم الكيانات الانفصالية وبناء تحالفات إقليمية مضادة، بينما تؤكد أنقرة تمسكها بوحدة الصومال واستعدادها لإفشال أي مخطط يهدد استقرار المنطقة. وفيما يلي نص المقال:

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة الماضية، الاعتراف الرسمي بــ"جمهورية أرض الصومال" كدولة مستقلة ذات سيادة، كما ذكر مكتب نتنياهو أن إسرائيل ستعمل فورا على توسيع علاقاتها مع أرض الصومال عبر تعاون في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد. وبهذا الإعلان، فُتحت جبهة جديدة في التنافس التركي الإسرائيلي الذي يشتد يوما بعد يوم، بعد جبهات فلسطين وسوريا وقبرص وشرقي المتوسط.

إسرائيل هي الدولة الأولى والوحيدة التي تعترف بجزء من المنطقة الشمالية للصومال كدولة مستقلة. ويدور الحديث حول مخطط إسرائيلي يرمي إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى أرض الصومال، كما أن هذه الخطوة الخارقة للقانون الدولي تعكس رغبة إسرائيل في ترسيخ وجودها في البحر الأحمر وخليج عدن، والاقتراب من مضيق باب المندب. ويمكن أن يضاف إلى أهداف إسرائيل محاولة التضييق على التعاون التركي الصومالي في تلك المنطقة الإستراتيجية.

الصومال يحتل مكانة خاصة في علاقات تركيا مع الدول الأفريقية. وكانت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصومال عام 2011 للفت أنظار العالم إلى المجاعة التي كان الصوماليون يعانون منها؛ شكلت نقطة تحول في العلاقات التركية الصومالية. وقدمت تركيا إلى الصومال مساعدات إغاثية عبر مؤسساتها الرسمية ومنظماتها الأهلية، كما قامت أنقرة بدعم مقديشو في بناء الدولة عبر بناء الطرق والمستشفيات والمطارات والموانئ والمشاريع الزراعية، بالإضافة إلى تدريب الجيش الصومالي، في إطار علاقات مبنية على دعم الاستقرار في كافة المجالات والمصالح المشتركة البعيدة عن منطق الهيمنة والاستعمار.

الشراكة التركية الصومالية ليست علاقات عابرة، بل استراتيجية طويلة الأمد، وتزداد متانة من خلال مشاريع تعود بالنفع على البلدين. وأجرت سفينة "الرئيس عروج" التركية للمسح الزلزالي لحوالي تسعة أشهر، ابتداء من تشرين الأول/ أكتوبر 2024 حتى حزيران/ يونيو الماضي، مسوحات زلزالية في المياه الصومالية. وذكر وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، قبل أيام، أن عمليات التنقيب عن النفط في تلك المياه ستبدأ عام 2026. وتنشئ تركيا قاعدة في الصومال لإطلاق أقمارها الصناعية واختبار صواريخها البالستية بعيدة المدى. وهذا التعاون التركي الصومالي المتنامي يقلق إسرائيل التي تولي أهمية كبيرة لنفوذها في البحر الأحمر والقارة الأفريقية.

المسؤولون الإسرائيليون منذ سقوط نظام الأسد يرون في منامهم كوابيس متعلقة بتنامي نفوذ تركيا في المنطقة، ويتحدث المحللون الإسرائيليون كل يوم عن سعي تركيا إلى تطويق إسرائيل من كل الجهات، ويشيرون إلى أن التعاون العسكري الواسع بين أنقرة ودمشق ما هو إلا جزء من الجهود المبذولة للوصول إلى هذا الهدف. ولذلك، ترفض تل أبيب بشدة مشاركة تركيا فيما يسمى "قوة الاستقرار الدولية" في قطاع غزة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، إن تركيا تريد إرسال قوة أمنية إلى القطاع لحماية حماس، مضيفا أنه "إذا رسخت تركيا وجودها في سوريا وقطاع غزة فلن يستطيع أحد إخراجها منهما".

إسرائيل التي تشعر بخطر محاصرة من قبل تركيا، تبحث عن سبل للخروج من هذا المأزق، ومن المؤكد أن تحالفها مع اليونان والقبارصة اليونانيين يشير إلى هذا التوجه. كما يرى الباحث الإسرائيلي حي إيتان كوهين ينروجاك، في مقاله المنشور في صحيفة إسرائيل اليوم، أن تعاون إسرائيل مع اليونان والقبارصة اليونانيين في البحر الأبيض المتوسط واعترافها بأرض الصومال كدولة مستقلة، "يشكلان ردا استراتيجيا ينقل المبادرة إلى إسرائيل"، ويوضحان لتركيا بأن "إسرائيل واعية لما يجري على الأرض ومستعدة للعمل بشكل إبداعي ونشط لحماية مصالحها القومية".

مناطق الاحتكاك والمواجهة بين تركيا وإسرائيل يزداد عددها يوما بعد يوم، إلا أن تل أبيب تدرك أن تركيا ليست مثل إيران. وهذا الإدراك يبعد حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين، ما يعني أن إسرائيل ستلجأ إلى أساليب أخرى، مثل التحالف مع القوى الانفصالية في سوريا والصومال وغيرهما، واستغلالها ضد تركيا وحلفائها، بالإضافة إلى تحريك التنظيمات الإرهابية المختلفة التي تستهدف أمن تركيا واستقرارها، الأمر الذي يفرض على تركيا وضع الخطر الإسرائيلي على رأس التهديدات الموجهة إلى أمنها القومي.

تركيا ستواصل دعم وحدة تراب الصومال والسلام والاستقرار فيه، وترفض انفصال أرض الصومال منه، كما أعرب عن ذلك رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس الثلاثاء، مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في إسطنبول. ومن المؤكد أن أنقرة ستبذل كل ما بوسعها من جهود لإفشال المخطط الإسرائيلي في جبهة الصومال، بما فيه تكثيف اتصالها مع القوى المناهضة للانفصال في أرض الصومال. 

مشاهدة من غزة إلى القرن الإفريقي كيف تحاول إسرائيل تطويق تركيا

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ من غزة إلى القرن الإفريقي كيف تحاول إسرائيل تطويق تركيا قد تم نشرة ومتواجد على قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على ترك برس ( الشرق الأوسط ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا :::

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، من غزة إلى القرن الإفريقي: كيف تحاول إسرائيل تطويق تركيا؟.

آخر تحديث :

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة اخبار عربية
جديد الاخبار