روبلوكس قالت إنها صرفت 22 % من دخلها عام 2022 لحماية الخصوصية، إلا أن جهودها لم تحدث فارقًا ملحوظًا، وحتى أدوات السلامة الرقمية المرتبطة بالمحتوى غير اللائق للأطفال لم تكن مفيدة فعليًا، والحل أن يشارك الوالدان أطفالهم في اللعبة، وبحيث لا تتجاوز حصة اللعب اليومية الساعة بحد أقصى، وبقية الحلول قد تبدو مقنعة في ظاهرها ولكنها ستظل قاصرة دائمًا، وبالأخص مع روبلوكس..
خلال المؤتمر الصحافي الحكومي الخامس والعشرين، الذي عقد في 29 سبتمبر من العام الجاري، قال وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري: إن وزارته وشركاءها لاحظوا وجود مخالفات جسيمة في منصة روبلوكس للألعاب، وأنهم عقدوا اجتماعات معها لمعالجة وضعها أو حجبها، وقد استجابت وقامت بحذف المحادثات الصوتية والكتابية، ومعها 300 ألف لعبة إلكترونية مخالفة، والحذف مؤقت، مثلما يفهم من كلام الوزير، ومشروط باكتمال تطوير أدوات فاعلة، تقوم بمراقبة المحتوى الرقمي بداخلها، وذلك بما يحقق حماية الأطفال والمراهقين، ويعمل على إبعادهم عما لا يتوافق مع تصنيفهم العمري، وفي فترة سابقة، أكدت شركة روبلوكس لوزارة الإعلام السعودية التزامها بتعزيز الإشراف عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي، وإخضاع كل رسائل الدردشة في ألعابها لنظام فلترة ذكي، يحجب المحتوى غير اللائق، ويفعل الرقابة الوالدية عن بعد.
شركة روبلوكس بينت في تقرير أصدرته، بداية العام الحالي، ان أعداد مستخدميها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ارتفع بنسبة 80 % فى الربع الثالث من عامي 2021 و2024، وزادت ساعات لعب المستخدمين خلال هذه المدة بنسبة 76 %، وعلى المستوى العالمي، وبحسب أرقام روبلوكس، يصل عدد المستخدمين النشطين في المنصة إلى 11 مليوناً و800 ألف مستخدم يومياً، وهم يرسلون 61 مليار رسالة دردشة، ما يعني معالجة ما يزيد على 50 ألف رسالة في الثانية الواحدة، ويشكل الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 13 عاماً ما نسبته 36 % من إجمالي المستخدمين، واستطلاعات سلامة الإنترنت تشير إلى أن نصف الأطفال المتواجدين على منصات ألعاب الأونلاين عموماً يتعرضون لمضايقات رقمية، وأن هناك 145 مليون طفل حول العالم، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 9 أعوام و12 عاماً، يستخدمون روبلوكس.
الوعود التي أطلقتها الشركة، فيما يخص مراقبة المحتوى لا خلاف عليها، وتعمل بالتأكيد على تحقيق ما يؤمل وجوده فيها، إلا أنها لا تنسجم والواقع داخل منصة ألعابها، المصممة والمستخدمة من قبل المسجلين فيها، فلا يوجد لديها إلا ثلاثة آلاف مشرف لمراقبة المحتوى، استناداً لأرقامها، وعند مقارنة السابق بمنصة تيك توك، ورغم أن عدد مستخدمي الأخيرة يصل لثلاثة أضعاف مستخدمي روبلوكس، إلا أنها أكثر بـ13 ضعفاً فيما يتعلق بأعداد المشرفين، والدليل على تواضع الرقابة بداخلها، إجازتها لألعاب تتناول موضوعات لا يقبل بها عاقل، وفيها دعوات الى العنف، والى ممارسة سلوكيات منحرفة وغير أخلاقية.
الشرطة الأميركية لديها أكثر من 800 قضية منظورة، ترتبط بالاعتداء على صغار ومراهقين، وذلك من قبل أشخاص بالغين استخدموا منصة ألعاب روبلوكس كأدة لاستدراجهم، واستناداً لتقرير نشرته بلومبيرغ، فإنه خلال الفترة من 2018 و2024، تم القبض على ما لا يقل عن 24 شخصاً من مستخدمي المنصة، بتهم تتعلق بالخطف وإساءة معاملة الصغار، ومن هؤلاء أصحاب سوابق، وآخرون في وظائف محترمة، كالمعلمين والممرضات ورجال الشرطة، والأخطر ثبوت تواصل أطفال في سن الخامسة مع بالغين، وروبلوكس وباعترافها، أبلغت في 2023 عن أكثر من 13 ألفا و316 حادثة وقعت على منصتها، وفي أميركا وحدها، ما يعني وجود حالات مشابهة خارج حدودها.
روبلوكس تسوق لنفسها بوصفها منصة الألعاب الأكثر أماناً للأطفال، وتبرز أدوات رقابية من نوع نظام التواصل المعتمد على السن، الذي بدأته في يوليو 2025، ويكون باستخدام ميزة الاتصالات الموثوقة، وتقنية التعرف على عمر الشخص التقريبي بواسطة وجهه، وذلك من خلال فيديو مصور بطريقة السيلفي، مع خيار مسح بطاقة الهوية الحكومية كبديل، وربما كانت الوسيلتان مناسبتين في الوقوف على أعمار المستخدمين، وفي منع الأطفال من الدردشة مع البالغين، ولكن من يضمن أن صاحب الفيديو أو البطاقة هو الشخص نفسه، وفلترة الكلمات المسيئة آلياً، لا يمنع من كتابتها بصيغة مختلفة، تعتمد على الحروف والأرقام أو بالإيموجي، وهذا يضع الرقابة البشرية على المحتوى في قائمة الأولويات، وروبلوكس لا تختلف عن يوتيوب في مسألة صرف مكافأة للمستخدمين، كلما وصلت أعداد مستخدمي ألعابهم لأرقام معينة، تماماً كأرقام المشاهدة على يوتيوب، وتشير الدعاوى المرفوعة ضد روبلوكس إلى أن اللاعبين الصغار فيها مستعدون لعمل ما يطلب منهم بدون قيد أو شرط، مقابل الحصول على عملة المنصة الافتراضية المعروفة باسم روبوكس، لشراء إكسسوارات أو أدوات معينة داخل الألعاب، ما قد يعرضهم لمخاطر كثيرة.
لعل في كل ما سبق تفسير لأسباب حظر روبلوكس في دول كثيرة، من أهمها، بعض دول الخليج وتركيا والصين والأردن وإيران وكوريا الشمالية وحتى غواتيمالا، وروبلوكس قالت إنها صرفت 22 % من دخلها عام 2022 لحماية الخصوصية، إلا أن جهودها لم تحدث فارقاً ملحوظاً، وحتى أدوات السلامة الرقمية المرتبطة بالمحتوى غير اللائق للأطفال لم تكن مفيدة فعلياً، والحل أن يشارك الوالدان أطفالهم في اللعبة، وبحيث لا تتجاوز حصة اللعب اليومية الساعة بحد أقصى، وبقية الحلول قد تبدو مقنعة في ظاهرها، ولكنها ستظل قاصرة دائماً، وبالأخص مع روبلوكس.
مشاهدة روبلوكسلوجيا
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ روبلوكسلوجيا قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جريدة الرياض ( السعودية ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، روبلوكسلوجيا.
في الموقع ايضا :