العرب بين العدل المفقود والهيمنة المفروضة ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
العرب بين العدل المفقود والهيمنة المفروضة
يستعد الرئيس الأميركي، شرطي العالم لزيارة المنطقة في جولة أصفها بأنها "الأخطر والأكثر رمزية" منذ عقود هدفها المعلن هو الوقوف على توقيع اتفاقية وقف الحرب الإسرائيلية على غزة في قمة دولية تقام غدا في مصر بمشاركة زعماء نحو عشرين دولة غير أن المفارقة الصادمة تكمن في استهلال زيارته لتل أبيب، إذ تحط طائرته الرئاسية هناك أولا متعمدا أن تكون إسرائيل محطة الإستقبال وايضا الانطلاق، ومركز الرسالة، وبوابة الشرق دخوله قبة الكنيست وإلقاؤه خطابا موجه صراحة إلى الشعب الإسرائيلي هي رسالة سياسية للعالم بأسره، أن إسرائيل ليست حليف للولايات المتحدة فقط بل امتداد لذراعها وعمقها الاستراتيجي، بل صانعة قراراتها من خلف الستار سيوحي المشهد منذ لحظة الهبوط الأولى بأن الزائر ليس ضيفا بل رئيسا لدولتين متداخلتين بالروح والمصالح والهوية السياسية إسرائيل بالنسبة لأميركا الابنة المدللة والامتداد العضوي والعقل التنفيذي في الشرق هي التي تحدد من يحكم البيت الأبيض وهي التي تصنع الرؤساء وتسقطهم وهي التي تختار شرطي العالم وتمنحه صكوك القوة والشرعية فاللوبي الصهيوني المتمثل بمنظمة "إيباك" يمسك بخيوط القرار الأميركي ويملك مفاتيح خزائن العالم من خلال البنك الدولي وصندوق النقد ويسيطر على أكبر المصانع وشبكات الإعلام وشركات التكنولوجيا والسلاح حتى غدت تل أبيب قلبا نابضا في جسد النظام العالمي الجديد يأتي الرئيس الأميركي إلى المنطقة بالصفة المعلنة وسيطا للسلام لكن الواقع المفترض انه بمثابة الوصي على الواقع العربي يحمل في يده صك الهدنة قدمه للعرب والعالم كإنجاز إنساني عظيم، فيصفق الجميع ويشكرون الراعي النزيه الذي أوقف الحرب بينما هو يوقع على ورقة الحرب التالية في الخفاء فالعالم سيقرأ هذا الحدث بوصفه انتصارا للدبلوماسية الأميركية ونجاحا أخلاقيا للغرب الرحيم وسيتناقل العرب الصور ممتنين للبيت الأبيض على وقف المأساة، في حين أن العيون الأميركية والإسرائيلية تتجه الآن نحو سوريا الهدف المقبل في مسلسل التمزيق والتقسيم لقد دمروا العراق باسم التحرير وأسقطوا ليبيا باسم الديمقراطية وأغرقوا اليمن باسم الشرعية والآن سوريا تنتظر دورها تحت شعار إعادة البناء وتثبيت الأمن لكن الحقيقة الواضحة أن ما يخطط له هو تقسيم الجغرافيا بعد أن تم تقسيم الوجدان العربي، تمزيق الدولة إلى طوائف وأقاليم، وتفريغ العروبة من معناها حتى تصبح مجرد حنين لغوي لقد امتلك الغرب ما كان يوما سر تفوقنا نحن العرب.. العدل... ذلك العدل الذي كان نهجنا وسر حضارتنا يوم كنا أسياد الأرض، نحكم بالميزان ونقيم الحق وننشر النور لا الخراب وحين فقدناه فقدنا معه عزتنا وقوتنا وهيبتنا حتى صرنا ندار من الخارج كما تدار المستعمرات القديمة هم يمتلكون اليوم العدل لكنهم حبسوه في حدود أوطانهم، جعلوه قانونا لشعوبهم وعدلا لبلدانهم بينما صدروا إلينا الظلم المقنن والوصاية المقنعة، وبما أن زمام القيادة صار بأيديهم، صرنا نحن مجرد منفذين ننتظر الأوامر ونسلم رقابنا بمحض الإرادة تبلدنا حتى صار الذل مألوفا كأنه قدر والخضوع عادة لا تستفز الكرامة، واستمرأنا الانكسار حتى فقدنا الإحساس بالمهانة باع بعضنا ضميره وهادن بعضنا الطغيان بحجة الواقعية وتفرق الباقون بين تابع ينتظر الإشارة من سيده ومخذول يلعن عجزه في صمت صرنا أمما بلا بوصلة بلا مشروع ومثقفين بلا موقف وجماهير تصفق لمن يجلدها وتبارك قيودها باسم الاستقرار الخطر لم يعد في سلاح العدو بل في استسلامنا الداخلي في انكسارنا النفسي في يقيننا بأننا لا نملك التغيير العدالة التي كانت تاج حضارتنا تحولت إلى أثر في كتب التاريخ والكرامة التي كانت زادنا صرنا نخجل من المطالبة بها ومع ذلك، يبقى في الأمة رمق من حياة وجمر لم ينطفئ بعد وروح تعرف طريقها وإن ضلت يوما فكلما ظنوا أنهم أجهزوا علينا خرج من بين الركام جيل جديد يؤمن بأن العدل لا يستورد من الغرب بل يستعاد من الذات العربية، من ضمير لم يمت بعد، ومن وجدان لا يزال يرفض السجود إلا لله .

مشاهدة العرب بين العدل المفقود والهيمنة المفروضة

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ العرب بين العدل المفقود والهيمنة المفروضة قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جو 24 ( الأردن ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، العرب بين العدل المفقود والهيمنة المفروضة.

Apple Storegoogle play

آخر تحديث :

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار