في العام الفائت تابعنا ما تعرّض له الشاعر سفر الدغيلبي من نقد على إثر ورود مفردة «الفطاير» في بيت من إحدى محاوراته، ورأينا تنوعاً واضحاً في اتجاهات المدافعين عن الشاعر وصحة استعماله لهذه الكلمة، فثمة من اجتهد كل الاجتهاد في بيان معناها وتعدُّد جموعها واستعاد الأبيات التي وردت فيها لدى الشعراء الشعبيين القدامى والمعاصرين، واكتفى بعض المدافعين بالسخرية من المنتقدين، كقول أحدهم بأن ثقافة من يُنكر استخدام هذه الكلمة «ثقافة معجنات»! أما الشاعر نفسه فجمعت لغة دفاعه عن بيته بين الجد والهزل، إذ استشهد في الحوار الذي أجراه معه الإعلامي عبد الله المديفر بالعديد من أبيات الشعر التي ذُكرت فيها مفردة «الفطاير» للدلالة على الإبل المسنّة، ثم أكّد بأنه يلتمس العذر لمن انتقدوه؛ لأن بعضهم -كما قال- أهل بقر أو أهل غنم، وبعضهم لا يعرف الإبل إلا بمشاهدتها في التلفاز!
دفاع الشاعر عن أبياته وتوضيح وجهة نظره حين يُساء فهمها من المنتقدين حقٌ مشروع ومطلوب، لكن هذه المهمة قد لا تنجح دائماً، فمع مطلع هذا العام رأينا أيضاً انتقاداً شديداً للشاعر صالح النشيرا لقوله في قصيدةٍ غزلية:
إيه أحبّك وأدري ان الحب سنّه
قد لعب في الأنبياء قبل الصحابة
فقد رأت فئة من متذوقي الشعر في البيت تجاوزاً على الأنبياء يستوجب توبةً صادقةً، والتبري من البيت بحذفه من القصيدة أو شطب القصيدة كاملةً. وقد خرج البيت (أو أُخرج) من دائرة متذوقي الشعر إلى دائرة أوسع بنقله إلى عدد من علماء الدين من بينهم: الشيخ علي الشبل الذي انتقده وعدّ ما جاء فيه «سوء أدب مع أنبياء الله»، كما سئل الشيخ عايض القرني عن البيت نفسه فرأى بأن الشاعر أخطأ في تعبيره عن فكرته حتى وإن كان قصده حسناً، وطالبه بلغة الناصح أن يستغفر الله، وأن يُبادر إلى تعديل صياغة البيت لأن مفردة «لعب» ضد العصمة ولا تليق بمقام الأنبياء أو الصحابة.
دافع النشيرا بدايةً عن بيته وحاول توضيح سلامة نيّته وسوء نوايا المتلقين الذين فسّروه على هواهم ونقلوه إلى المشايخ، وتحدّث عن خطأ محاكمة القصائد محاكماتٍ دينية، ثم بيّن المعنى الذي قصد إليه. لكنه، رغم ذلك، لم ينجح كما نجح الدغيلبي والمدافعون عنه في استحضار أي شاهد شعري استُعملت فيه لفظة «لعب» في سياق شعري مماثل أو مُشابه عند شعراء سابقين له؛ لذلك كانت النتيجة هي الظهور في مقطع مرئي للاعتراف بالوقوع في الخطأ وإعلان البراءة التامة من البيت. منذ سنوات، ومع طغيان تأثير وسائل التواصل الحديثة، لم يعد أي شاعر بمعزل عن سهام النقد مهما بلغ من الشهرة وعلو المكانة، وأدى ذلك لبروز عدد غير قليل من النقاد والمنتقدين الذين لا تفوتهم شاردة ولا واردة في الشعر دون تأملها والحديث عنها في حساباتهم، ومع ذلك تظل الفئة الأكثر إزعاجاً للشعراء هم أولئك الذين يفتقرون للوعي النقدي أو تتسم آراؤهم بالتحامل والعصبية، أو تدل على فهم سطحي أو جهلٍ تامٍ بمعاني الشعر، وأعتقد أن هذه الفئة تحديداً هي التي هاجمها الشاعر محمد السكران في تصريحٍ متداولٍ له، ووصف المنتمين لها بأوصاف قاسية ألطفها أنهم: تافهون و«بزارين»!.مشاهدة دفاع الشاعر عن أبياته
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ دفاع الشاعر عن أبياته قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جريدة الرياض ( السعودية ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، دفاع الشاعر عن أبياته.
في الموقع ايضا :