توصل عالم أميركي يدعى دينيس كاسبر لاكتشاف أبجدية لغوية تستخدمها البكتيريا التي تعيش في أمعاء الإنسان، وتقوم بإنشاء نظام المناعة فيها، وأسهمت هذه الدراسة في وضع الأساس لمحاولات علاج أمراض مناعية خطيرة، فالدراسات تؤكد وجود عشرة ترليونات من هذه البكتيريا تعيش في الأمعاء الغليظة للإنسان، وتتواصل مع بعضها لغويًا للتمييز ما بين الخلايا المفيدة والضارة..
قرأت عن اضطرابات المناعة الذاتية وعلاقتها بالتوحد، ووجدت أنه مرض مناعي، في جزء كبير منه، وقد تصل نسبة الخلل المناعي كعامل مباشر في الإصابة بالتوحد عند الأطفال، وبالأخص في بعض المجتمعات الشرقية لما نسبته 70 %، والمسألة مرتبطة بارتفاع المناعة الذاتية داخل الجسم، وقيامها بافتراس أنسجته وخلاياه السليمة، والتعامل معها وكأنها أجسام غريبة عنه، كالبكتيريا والفيروسات، وفي حالة التوحد يستهدف الجسم الدماغ في هجومه، وبطريقة لا تمكنه من إنجاز وظائفه بكفاءة، والتوحديون المصابون باضطرابات في المناعة الذاتية لديهم مشاكل في النوم والتبول، وارتفاع واضح ومتواصل في كريات الدم البيضاء، ما يشير إلى أن الجسم في حالة دفاع مستمرة لا تتوقف، وأنه في الواقع يهاجم نفسه، وهذا لا يحصل في التوحد التقليدي.
الدراسات في المملكة حول أمراض المناعة الذاتية قليلة، رغم أهميتها، وبالأخص إذا تعلق الأمر بالتوحد، فقد بحثت ولم أجد إلا دراسة واحدة، نشرت في ديسمبر 2011، وتناولت الأجسام المضادة للبروتين المغلف للدماغ، وتحديداً المرتبط بالخلايا العصبية، ودورها في حدوث التوحد، خصوصا تلك التي تقوم بوظيفة التوصيل العصبي داخل مخ الإنسان، وآلية التحكم فيها عن طريق التدخلات المناعية، وهذه الدراسة نشرت في مجلة نيورو انفلاميشن الأميركية.
أماكن تصنيع خلايا المناعة، موجودة في مجموعة من الأعضاء، أبرزها، نخاع العظم والكبد والطحال، واختلال وظائفها يؤدي لأمراض مناعية كالسرطان والأورام، ومرض السكري من النوع الأول، وفيه تقوم خلايا الجسم نفسها، بالإجهاز على الخلايا المنتجة للإنسولين، وقد تهاجم الكلى وتصيب الأشخاص بالفشل الكلوي، وأمراض المناعة الذاتية تصل لحدود 100 مرض، وتأتي على شكلين، الأول جيني موروث من الأسلاف، والثاني مكتسب من البيئة، كسرطان الجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس، وحكاية جهاز المناعة بدأت مع اليوناني ثيودوروس، في فترة انتشار طاعون أثينا عام 430 قبل الميلاد، حيث لاحظ تعافي أشخاص من الطاعون تلقائيا، واستخدمهم في تطبيب المرض، لعدم وجود مخاوف عليهم، ومعه أبوبكر الرازي، الذي فصل في الكلام عن مناعة الجسم عند إصابته بمرض الجدري، وأسلوبه في طرد رطوبة الجسم في الهجمة الأولى للفيروس.
في دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا الأميركية، ونشرت عام 2022، اتضح أن التعرض إلى الضغط النفسي يتسبب في تسارع شيخوخة الجهاز المناعي، ما يؤدي إلى تراجع عمل المناعة الذاتية، وهذه الحالة تعرف باسم: التقلص المناعي، والدراسة حللت بيانات خمسة آلاف وخمس مئة شخص، أعمارهم فوق الخمسين، وقاست مستويات الإجهاد والمناعة لديهم، باستخدام فحوصات الدم، وأعداد كريات الدم البيضاء، وعلى وجه الخصوص الخلايا الليمفاوية، وانتهت نتائجها إلى أن الخلايا الليمفاوية لديهم تقوم بمواجهة عدوى الأمراض المخزنة في ذاكرتها، إلا أنها تجد صعوبة في التعامل مع فيروسات أو ميكروبات جديدة عليها، وبحسب أرقام المعهد العالي لأمراض المناعة الذاتية في أميركا لعام 2025، فإن 80 % من المصابين بأمراض المناعة الذاتية، يتعرضون لضغوط عاطفية أهمها التوتر، قبل ظهورها أعراضها عليهم.
الشيء الآخر أنه كلما زادت معدلات النظافة فإن أمراض المناعة الذاتية تنشط، ما يفسر انتشارها بصورة أكبر في الدول الغنية، وفي الدول النامية عندما تتحسن أوضاعها المعيشية، ومن الأدلة؛ زيادة نسبة أمراض المناعة الذاتية في الصين، ما بين عامي 1999 و2008، من 5 % إلى 8 %، وعلى مستوى العالم يوجد ما نسبته 7 % من الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، أو حوالي 375 مليون شخص، غالبيتهم من النساء، وأشارت إحصاءات 2014 إلى أن قرابة 15 مليون أميركي، أو ما يعادل 5 % من إجمالي السكان في الولايات المتحدة، لديهم أمراض مناعة ذاتية، تتراوح ما بين ارتشاح الأمعاء، وخمول الغدة الصدفية، والبهاق، والذئبة الحمراء، والالتهاب الروماتزمي، والتصلب اللويحي المتعدد، والصداع المزمن، والإحساس بالألم في كامل الجسد، والأكزيما، وكلها تحدث لوجود مشاكل في الجهاز الهضمي، لأن 75 % من الخلايا المناعية موجودة في الأمعاء، ويحدث السابق بفعل الأكل السيئ أو غير الصحي للأميركيين.
الأعجب هو توصل العالم الأميركي دينيس كاسبر لاكتشاف أبجدية لغوية تستخدمها البكتيريا التي تعيش في أمعاء الإنسان، وتقوم بإنشاء نظام المناعة فيها، وقد كانت سببا في حصوله على جائزة مرموقة، في فرانكفورت الألمانية عام 2024، ودراسات كاسبر ساهمت في وضع الأساس لمحاولات علاج أمراض مناعية خطيرة، فالدراسات تؤكد وجود عشرة ترليونات من هذه البكتيريا، تعيش في الأمعاء الغليظة للإنسان، وتتواصل مع بعضها لغوياً، للتمييز ما بين الخلايا المفيدة والضارة، وفي المقابل، يرى المختصون، ممن يميلون إلى المكملات الغذائية كعلاج، ولا يفضلون استخدام المثبطات الدوائية إلا كحل أخير، أن مريض المناعة الذاتية، يحتاج ويشكل يومي إلى مكملات غذائية من نوع فيتامين دال وكاف 2 والزنك، حتى تتحسن أموره نسبياً، وتنشط خلاياه المناعية، بطريقة تمكنها من القيام بمواجهة انتقائية وصحيحة للفيروسات والبكتيريا والأجسام الممرضة.. والعهدة عليهم.
مشاهدة لغة البكتيريا
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ لغة البكتيريا قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جريدة الرياض ( السعودية ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، لغة البكتيريا.
في الموقع ايضا :
- تعطيل الميناء يكشف المستور: الحديدة معبر لمصانع أسلحة إيران
- فعالية الضالع: تفنيد جديد لأكاذيب جماعة الانتقالي!!.. كتب عبدالكريم السعدي