بمناسبة الاحتفالات العديدة التي تقيمها المملكة العربية السعودية هذه الأيام، احتفالات اليوم الوطني، التي عبرت عن عمق حب الوطن وولاء وإخلاص المواطنين للقيادة الرشيدة، والوطن الغالي، ومعرض الرياض الدولي للكتاب الذي أسدل الستار عن أيامه الأخيرة الأسبوع الماضي، وشهد إقبالاً كبيراً، ومثّل تظاهرة ثقافية مهمة، وانطلاق موسم الرياض الذي انطلق بمسيرة كبيرة تابعها جموع مهولة من أبناء الوطن.
تجدر الإشارة إلى أهمية الحديث عن التكامل الذي عملته رؤية المملكة 2030 بين الثقافة والترفيه، حيث نجد أن الثقافة لا يمكن فصلها عن الترفيه باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في بناء المجتمعات الحديثة، فالثقافة تعكس الهوية والتاريخ والوعي الجمعي، بينما الترفيه يمثل مساحة للتجديد والترويح وإثراء التجربة الإنسانية. وبرز في المملكة مؤخراً تجربة ريادة تمثلت في دمج الترفيه بالثقافة كجزء محوري من رؤية 2030، بهدف صناعة مجتمع حيوي واقتصاد متنوع، وإبراز صورة المملكة كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.
لا يمكن أن يقتصر دور الثقافة في جوهرها على مجرد ممارسات تقليدية أو إنتاجات فنية، بل هي منظومة قيم وتقاليد وفنون تعكس روح المجتمع، وفي المملكة تمتد الثقافة من الفلكلور الشعبي إلى الشعر النبطي والموروث الموسيقي، ومن العمارة التقليدية إلى الحرف اليدوية. كما أن التنوع الجغرافي والمناطقي في المملكة يجعل المشهد الثقافي غنيًا ومتعدد الأبعاد.
وينظر إلى الترفيه غالبًا على أنه مجال منفصل عن الثقافة، لكنه في الواقع يشكل جزءًا من الثقافة اليومية المعاصرة.
الترفيه لا يقتصر على الحفلات الموسيقية أو السينما، بل يشمل المهرجانات، العروض المسرحية، الرياضات التفاعلية، وحتى الأنشطة العائلية، ومع تأسيس هيئة الترفيه عام 2016، شهدت السعودية قفزة نوعية في تنظيم الفعاليات التي تجمع بين التسلية والإبداع الفني، وتستقطب فنانين عالميين وتفتح المجال للفنانين المحليين لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع، حيث يعتبر الترفيه بوابة لجذب الجماهير نحو الأنشطة الثقافية.
كما تركز وزارة الثقافة على المحتوى الثقافي والفني العميق (الفنون، التراث، الهوية)، وتقديم هذا المحتوى بشكل جماهيري ممتع يصل إلى أكبر شريحة ممكنة.
وقدمت المملكة في دمج الترفيه بالثقافة خطوة غير مسبوقة ليس مجرد خيار، بل ضرورة لتوسيع قاعدة الجمهور وإشراك مختلف الفئات في التجربة الثقافية، فالترفيه يجذب الناس ويخلق بيئة مرنة، بينما تضيف الثقافة العمق والمعنى. على سبيل المثال: مهرجانات مثل موسم الرياض لا تقتصر على الحفلات، بل تتضمن عروضًا مسرحية ومعارض فنية تبرز التراث المحلي.
فعاليات مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي تجمع بين صناعة السينما كترفيه جماهيري وكأداة ثقافية للتعبير والإبداع، إضافة إلى الحفلات الموسيقية العالمية التي تُقام في السعودية تُدمج مع عروض للفنون الشعبية لتعزيز الهوية المحلية.
عندما يُدمج الترفيه بالثقافة، يصبح أكثر شمولًا وقابلية للوصول، فالكثير من الشباب قد يجدون صعوبة في التفاعل مع المعارض التقليدية أو الأنشطة الثقافية الرسمية، لكن حين يتم تقديمها في سياق ترفيهي، تزداد جاذبيتها، مثل: استخدام الألعاب الإلكترونية والفنون الرقمية في سرد القصص التراثية، إدماج الموسيقى الحديثة مع الآلات الشعبية السعودية لتقديم مزيج مبتكر، تنظيم ورش للأطفال تجمع بين الرسم، اللعب، والتعرف على التراث.
بذلك، يصبح الترفيه وسيلة تعليمية غير مباشرة تُسهم في رفع الوعي الثقافي، وبهذا التكامل، يتحول الترفيه إلى منصة لنشر الثقافة وتعزيزها بدلاً من أن يكون مجرد وسيلة للتسلية.
ويحقق دمج الترفيه بالثقافة فوائد متعددة، من أبرزها: تعزيز الصناعات الإبداعية، دعم السياحة، وزيادة الاستثمار في الفنون والفعاليات، وتقوية الروابط المجتمعية، نشر ثقافة الحوار والانفتاح، وتعزيز الاعتزاز بالهوية الوطنية، وتوفير منصات للتعلم عبر الترفيه (Edutainment) مما يعزز التفكير النقدي والإبداع.
ورغم المكاسب الكبيرة، هناك تحديات تتعلق بخلق التوازن بين الأصالة والانفتاح، والحفاظ على القيم المحلية مع استقبال المؤثرات العالمية. لكن هذه التحديات تمثل في الوقت نفسه فرصًا لإبداع حلول مبتكرة تجعل السعودية قادرة على أن تقدم نموذجًا فريدًا يجمع بين الترفيه المعاصر والثقافة العريقة.
إذ بهذه العلاقة بين الترفيه والثقافة في المملكة اليوم لم تعد علاقة تناقض أو فصل، بل علاقة تكامل واندماج، فالثقافة تمنح الترفيه العمق والهوية، بينما يوفر الترفيه للثقافة جمهورًا واسعًا وأدوات مبتكرة للانتشار، ومع استمرار الاستثمار في هذا الدمج، تتجه السعودية بخطى ثابتة نحو أن تصبح مركزًا إقليميًا ودوليًا يوازن بين التسلية الهادفة والعمق الثقافي، مما يعكس قوة المجتمع السعودي وحيويته في العصر الحديث.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي موسم الرياضمشاهدة الثقافة والترفيه تكامل يصنع مجتمعا حيويا واقتصادا مزدهرا
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الثقافة والترفيه تكامل يصنع مجتمعا حيويا واقتصادا مزدهرا قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جريدة الرياض ( السعودية ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الثقافة والترفيه.. تكامل يصنع مجتمعاً حيوياً واقتصاداً مزدهراً.
في الموقع ايضا :
- أن تولد فلسطينيًا
- انطلاق أولى جلسات ملتقى مآثر الشيخ عبدالعزيز بن صالح بالمدينة المنورة
- "فستان صيفي أنيق".. أحدث جلسة تصوير لـ ياسمين رئيس والجمهور يعلق