ترك برس
تناول مقال للكاتب والمفكر التركي سلجوق تورك يلماز، العلاقة بين الاستعمار الصهيوني في فلسطين والاستعمار الأنجلوساكسوني في الأمريكيتين من منظور الارتباط بالأرض، مبرزًا أن كليهما قام على مبدأ التطهير العرقي لا على الاندماج أو التعايش.
يوضح الكاتب في مقاله بصحيفة يني شفق أن المشروع الصهيوني ركّز على الزراعة كوسيلة لترسيخ علاقة مصطنعة بين المستوطنين اليهود والأرض الفلسطينية، في محاولة لنفي العلاقة الأصيلة التي تربط الفلسطينيين بأرضهم.
ويرى أن هذا النهج امتداد للمنطق الأنجلوساكسوني الذي اعتبر السكان الأصليين في أمريكا تهديدًا يجب إزالته. كما ينتقد السرديات الاستعمارية التي اتهمت الفلسطينيين ببيع أراضيهم، مؤكدًا أن الفلسطينيين أثبتوا عمق انتمائهم للأرض.
وفيما يلي نص المقال:
لقد أُوليَ اهتمام خاص لـ انخراط المهاجرين اليهود في العمل الزراعي في الأماكن التي استقروا فيها، بهدف ترسيخ الصهيونية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحديداً في أرض فلسطين التاريخية. وقد خُطط لذلك لكي يمارس المهاجرون اليهود الزراعة. وكانت الجمعيات الصهيونية التي أُنشئت بهدف استعمار فلسطين حريصة على دعم المشاريع الزراعية للمستوطنين اليهود. وكان أحد أهم أسباب ذلك هو رغبتها في تقوية شعور الانتماء للأرض لدى المستوطنين. كما أن بناء حملاتهم الدعائية في ثلاثينيات القرن الماضي على فكرة العلاقة بالأرض كان يهدف إلى نشر هذا الشعور.
ويجب البحث عن السمة المميزة للاستعمار الأنجلوساكسوني في طبيعة العلاقة التي أُنشئت مع الأرض المُستعمَرة. ويتمثل أحد أهم أخطاء الباحثين الذين ينطلقون من فكرة استثنائية أوروبا، مثل دارون عاصم أوغلو، في تجاهلهم لهذه العلاقة الراسخة. فقد فسر هذا النوع من الباحثين الفروق بين أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية بمفاهيم غامضة وإقصائية مثل "الشمولية". إن هذا النوع من المقاربات، التي تتخذ من أشكال الحكم أساساً لها لم تعد تشكل نموذجاً تفسيرياً، ذلك أن الاستعمار الأنجلوسكسوني لم يعطِ الأولوية لدمج العناصر المحلية في الأراضي المستعمرة، بل لـ تطهير وجودهم من على هذه الأرض. إن أساس النظام الذي يعتبره باحثون مثل دارون عاصم أوغلو ناجحاً هو للأسف التطهير العرقي. فبعد أن تعلم المستوطنون الأنجلوساكسونيون فنون الزراعة المحلية من السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، بدؤوا في تطهيرهم من الأراضي التي أرادوا استعمارها. لقد رأوا في العلاقة الأصيلة التي أقامها السكان الأصليون مع الأرض تهديداً لهم. لذا لم يسعوا إلى "الاستغلال" فحسب، بل اعتبروهم أعداءً بسبب علاقتهم الحقيقية بالأرض.
وينبغي أيضاً تناول موقف اليهود الصهيونيين من فلسطين والفلسطينيين من منظور الأرض. فللجمعيات الاستعمارية التي خصّصت موارد مالية هائلة لمشاريع الاستعمار في فلسطين أولويّة في تمويل المشاريع الزراعية لتسهيل استقرار المهاجرين اليهود. كما أسسوا استراتيجيات تسويق المستعمرة الجديدة المراد إقامتها في الأراضي الفلسطينية على أساس النجاح الزراعي. وكانوا يرون أن "معجزة" تحدث. وينبع هذا من رغبتهم في وضع علاقة المستوطنين اليهود بالأرض في مواجهة العلاقات الأصيلة للفلسطينيين بالأرض. لقد كان هذا أسلوباً اتبعوه لتطهير الفلسطينيين وهزيمتهم، وتهجيرهم قسرا من فلسطين.
يجب تناول مسألة مدى تحقيق الصهاينة لأحلامهم في ترسيخ جذورهم بالأرض من زوايا متعددة. ويمكن تقييمها بشكل منفصل، ولكن يمكن القول إن سياسة إخضاع الفلسطينيين للتطهير العرقي تنبع أساسًا من هاجس القلق من فقدان الجذور. فمن الملاحظ أن الصهاينة يخشون حتى الفلسطينيين الذين يعيشون اليوم في إسرائيل. وتعكس هذه المخاوف التوقعات التي تشير إلى احتمال تجاوز العرب الإسرائيليين عدد اليهود في المستقبل هذا الخوف. وكان نفس الخوف موجودًا لدى الأنجلوساكسونيين الذين استعمروا أمريكا الشمالية؛ فقد كانوا يخشون السكان الأصليين أيضًا. وكانت المستعمرات الثلاث عشرة جزءًا من مشروع الإمبراطورية البريطانية، التي نظمت هجرة مستمرة من الأوروبيين على حساب السكان الأصليين لأمريكا، فتوسعت هذه المستعمرات عبر سياسات تطهير عرقي. أما التسامح النسبي تجاه ذوي البشرة السوداء فيعود أيضًا إلى طبيعة العلاقة بالأرض، فهؤلاء لم يكونوا من السكان الأصليين لأمريكا الشمالية. وعلى نحو مماثل نقلت بريطانيا والولايات المتحدة اليهود من مختلف دول أوروبا إلى فلسطين، حيث سعوا في هذه المستعمرة الجديدة إلى تطهير الأرض من الفلسطينيين.
وكما حاولت أن أوضح مراراً، فإن توجيه الاتهامات ضد الفلسطينيين عبر إطار العلاقة بالأرض ليس مصادفة. فالدعاية القائلة إن “الفلسطينيين باعوا أراضيهم” هي سردية مقتبسة ومأخوذة من الاستعمار الأنجلوسكسوني. وينبع هذا الموقف الاختزالي من الاعتقاد بأن الفلسطينيين غير قادرين على إقامة علاقة حقيقية بالأرض. والنتاج الأكبر لهذا النوع من العقليات هو المؤلفات الاستشراقية. لكن، على عكس مزاعم بيع الأرض، ثبت اليوم أن الفلسطينيين مرتبطون بفلسطين ارتباطاً عميقاً. فقد نجحوا في العودة إلى أراضيهم للمرة الثانية رغم عدوان استثنائي استمر عامين كاملين. وهذه ظاهرة نادراً ما نجد لها مثيلاً في الاستعمار الأنجلوسكسوني. إن فقدان ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة السيطرة أمام الفلسطينيين هو نتيجة لهذا النجاح الاستثنائي.
لقد حطم الفلسطينيون وهم التفوق والاستثنائية الأنجلوساكسونية.
مشاهدة مفكر تركي الفلسطينيون حطموا وهم التفوق والاستثنائية الأنجلوساكسونية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ مفكر تركي الفلسطينيون حطموا وهم التفوق والاستثنائية الأنجلوساكسونية قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على ترك برس ( الشرق الأوسط ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، مفكر تركي: الفلسطينيون حطموا وهم التفوق والاستثنائية الأنجلوساكسونية.
في الموقع ايضا :
- خرازي: إيران مستعدة للتفاوض لكنها ترفض الإملاءات
- عبد السند يمامة: التعيين فى مجلس الشيوخ تشريف وتكليف لخدمة الوطن
- وفاة الممثل التونسي علي الفارسي