الملتقى الأول للشراكات الإستراتيجية ...السعودية

جريدة الرياض - مقالات

شهدت العاصمة الرياض مؤخرًا انعقاد الملتقى الأول للشراكات الاستراتيجية، الذي نظمته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بمشاركة نخبة من القيادات والخبراء وممثلي القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، وقد سعدتُ بالمشاركة كمتحدث في الجلسة الحوارية لهذا الملتقى، الذي يعكس بجلاء اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- بتعزيز مفهوم الشراكات الاستراتيجية على مختلف المستويات، وترسيخ نهج العمل المؤسسي المنظم في هذا المجال الحيوي.

تُعد الشراكات الاستراتيجية ركيزة أساسية في تنمية الدول والمنشآت، إذ تسهم في رفع جودة المخرجات، وخفض التكاليف، وفتح آفاق جديدة لدخول الأسواق، بما يعزز القدرة التنافسية ويحقق المصالح المشتركة للأطراف كافة. وعلى عكس ما قد يُتصور، فإن هذه الشراكات لا تُضعف من حدة المنافسة، ولا تُلغي دور الأطراف المتعاقدة، بل تُعد محفزًا إضافيًا لرفع الكفاءة وتحقيق النمو. ويبرز ذلك جليًا في نماذج عالمية ناجحة، مثل عمق الشراكة التاريخية والاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

    في تقديري، فإن نجاح أي شراكة استراتيجية يعتمد على عنصرين رئيسيين. يتمثل الأول في الفهم الشمولي لمفهوم الشراكة الاستراتيجية. فمع تنوع التعاريف وتباينها، يمكن تبني تعريف شامل يوضح أن الشراكة الاستراتيجية هي التي تُبنى فيها المهام والمسؤوليات على مصالح الأطراف، بحيث تكون هذه المصالح والمهام والمسؤوليات محددة، ومُزمنة، وقابلة للتنفيذ والقياس، بما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للجميع"، إن هذا الفهم يمثل الأساس الذي تُبنى عليه آمال الشركاء وخططهم المستقبلية، وهو ما يميز الشراكات الرصينة عن تلك التي تفتقر إلى وضوح الرؤية والأهداف.

    أما العنصر الثاني فيكمن في التخطيط الدقيق ومراحل التنفيذ. فالشراكة تبدأ من مرحلة ما قبل الدخول، حيث تُحدد المصالح وتُعد الأجندات التفاوضية وتُرسم السيناريوهات المحتملة بدقة. ثم تأتي مرحلة الدخول الفعلية، التي تتطلب اختيار الأدوات والنماذج المناسبة بما يتلاءم مع طبيعة الأطراف، سواء كانت دولًا أو منشآت. وتُختتم العملية بمرحلة ما بعد الدخول، وهي الأهم، إذ تُتابع الشراكة وتُقيَّم، وتُعالج التحديات التي قد تواجهها لضمان استمراريتها وتحقيق أهدافها.

    ورغم أن بعض الشراكات قد تتعثر أو تتوقف، كما حدث في تجربة "مايكروسوفت" و"نوكيا" في محاولتهما منافسة أنظمة Android وiOS، فإن هناك تجاربا ناجحة تُعد نماذج يُحتذى بها. ومن أبرزها مشروع مترو الرياض، الذي يُعد من أقل المشاريع تكلفة وأعلاها جودة على مستوى العالم، حيث جمعت هذه الشراكة الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض -بصفتها مالك المشروع- مع تحالفات دولية متعددة من جنسيات مختلفة، في تجربة عكست أهمية التخطيط المحكم والتكامل بين الأطراف، كما تتجه المملكة في المرحلة المقبلة نحو المزيد من الشراكات الاستراتيجية الكبرى، وفي مقدمتها إكسبو 2030، الذي سيشكل منصة عالمية لتعزيز التعاون الدولي واستعراض القدرات الوطنية.

    إن الملتقى الأول للشراكات الإستراتيجية يمثل خطوة مهمة نحو مأسسة الجهود، وتبادل الخبرات، واستعراض قصص النجاح والتعثر، والاطلاع على أفضل النماذج العالمية لإقامة شراكات مستدامة ذات قيمة مضافة.

    مشاهدة الملتقى الأول للشراكات الإستراتيجية

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الملتقى الأول للشراكات الإستراتيجية قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جريدة الرياض ( السعودية ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الملتقى الأول للشراكات الإستراتيجية.

    Apple Storegoogle play

    آخر تحديث :

    في الموقع ايضا :

      الاكثر مشاهدة في مقالات