العائق الأمني على الحدود الشرقية… قراءة في التحوّل الأعمق للعقيدة الإسرائيلية ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
 العائق الأمني على الحدود الشرقية… قراءة في التحوّل الأعمق للعقيدة الإسرائيلية
 كتب زياد فرحان المجالي في الشرق الأوسط، لا تُقام الجدران من أجل صدّ العابرين فقط، بل من أجل صياغة نظرة جديدة للمستقبل. وما أعلنته إسرائيل — بدء العمل على إنشاء عائق أمني ضخم على امتداد حدودها الشرقية — يدخل ضمن هذا السياق. فهو ليس مشروعًا هندسيًا عابرًا، ولا مجرد تحديث لمنظومة رقابية؛ بل خطوة تعبّر عن تحوّل عقائدي في فهم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لشكل التهديدات في السنوات المقبلة. فالحدود الشرقية هي الأطول لإسرائيل، وتمتد لأكثر من 500 كيلومتر، وهي أيضًا الأكثر هدوءًا مقارنة بالجبهات الأخرى. ومع ذلك، اختارت تل أبيب أن تجعل من هذه المنطقة مسرحًا لأكبر مشروع تحصين منذ عقود، وكأنها تعيد رسم مفهوم "الحدود الآمنة” بطريقة جديدة. أولًا: لماذا الآن؟ وما الذي تغيّر؟ منذ 7 أكتوبر، دخلت إسرائيل مرحلة تعتبرها أجهزتها الأمنية "زمنًا مفتوحًا على المفاجآت”. الضربة الأمنية التي تعرّضت لها غيّرت حسابات الجيش، ودفعت إلى إعادة تقييم الجبهات كافة، بما فيها الجبهات الأكثر هدوءًا. التغيّرات الأبرز التي تدفع إسرائيل للتحصين الآن هي: 1.⁠ ⁠ازدياد نشاط شبكات التهريب الإقليمية لا تتهم إسرائيل دولة بعينها، لكنها تتحدث عن مسارات تهريب عابرة للبلدان، تتداخل فيها مصالح أطراف متعددة. 2.⁠ ⁠تغيّر شكل التهديدات الأخطار لم تعد مرتبطة بجيوش تقليدية، بل بجهات غير نظامية وبنية تحتية صغيرة ومرنة. 3.⁠ ⁠رغبة المؤسسة العسكرية في إغلاق الفجوات الأمنية خاصة بعد إدراك أن الاعتماد على اليقظة الاستخبارية وحدها غير كافٍ. وبذلك، فإن قرار بناء العائق الأمني يأتي في إطار استراتيجية عامة للمنطقة، وليس استجابة لحدث مرتبط بدولة معينة. ثانيًا: "التحصين مع الثقة”… صيغة إسرائيلية جديدة رغم الهدوء الطويل على الحدود الشرقية، تتصرف إسرائيل وفق مبدأ ثابت في عقيدتها العسكرية: الثقة السياسية لا تُغني عن التحصين الأمني. فحتى في الجبهات المستقرة، تفضّل تل أبيب تعزيز الدفاعات، تحسّبًا لأي تحوّلات إقليمية لا يمكن التنبؤ بها. ولهذا السبب، يجري التعامل مع العائق الجديد كجزء من بناء قدرة بعيدة المدى، وليس كإشارة إلى أزمة سياسية أو أمنية. فالاستقرار في هذه المنطقة طويل الأمد، والتنسيق الأمني عبر الحدود أثبت فعاليته لسنوات، لكن إسرائيل تنظر إلى المشهد الإقليمي الأوسع — التحولات في العراق وسوريا، وتصاعد نشاط الفاعلين غير الدولتيين — بوصفه عنصرًا يدفع إلى تعزيز الدفاعات الميدانية، لا إلى استبدال الثقة أو التشكيك بها. ثالثًا: أثر حرب غزة على التفكير الأمني الحرب الأخيرة في غزة تركت أثرًا جوهريًا على العقل الاستراتيجي الإسرائيلي. فالمؤسسة الأمنية خلصت إلى ثلاث قناعات جديدة: 1.⁠ ⁠الحدود الهادئة لا تعني حدودًا آمنة وهذا الدرس أصبح محورًا في صياغة العقيدة الجديدة. 2.⁠ ⁠منع التهديد قبل ظهوره أهم من التعامل معه بعد وقوعه لذلك ظهرت فكرة "الحد الذكي” المليء بالتكنولوجيا والرادارات والمجسات. 3.⁠ ⁠ضرورة بناء تحصينات متكاملة في كل الجبهات سواء شمالًا أو جنوبًا أو شرقًا. من هنا، يبدو أن بناء العائق الأمني هو نتيجة مباشرة للمراجعة الشاملة التي أجرتها إسرائيل بعد 7 أكتوبر، وليس مرتبطًا بتطور سياسي مع أي طرف محدد. رابعًا: البعد الاستراتيجي… استيطان، بنية تحتية، وعقيدة جديدة المشروع ليس مجرد سياج. بل يشمل إعادة هندسة كاملة للجغرافيا: إنشاء وحدات نخال جديدة تعزيز الاستيطان على طول الحدود بناء شبكة طرق جديدة استثمارات في الزراعة والموارد المائية دمج الأمن بالبنية المدنية هذه التطورات تشير إلى رغبة إسرائيل في ترسيخ وجود طويل الأمد في الأغوار والامتداد الشرقي، بوصفه جزءًا حيويًا من أمنها القومي. ومن اللافت أن المشروع ينسجم مع رؤية اليمين الإسرائيلي الذي يعتبر الأغوار "الحد الدفاعي الأول” لإسرائيل، بصرف النظر عن مسار المفاوضات أو التغيرات السياسية. خامسًا: المنطقة تتغير… والجدران تعود من منظور أوسع، تبدو إسرائيل مدفوعة بشعور بأن الشرق الأوسط يعيش مرحلة انتقالية: سوريا لم تستعد كامل سيادتها العراق يشهد تبدلات مستمرة مساحات واسعة مفتوحة أمام الجماعات المسلحة الضفة الغربية على أعتاب تغير سياسي محتمل الحرب في غزة أعادت رسم موازين القوى وفي منطقة تتحرك بهذه السرعة، تلجأ الدول إلى بناء منظومات ثابتة تضمن لها قدرًا من السيطرة، حتى لو كانت العلاقات السياسية مستقرة. وهكذا تنتقل إسرائيل إلى مرحلة جديدة عنوانها: "الحدود التي تحمي نفسها” عبر التكنولوجيا والتحصين والهندسة الأمنية. سادسًا: قراءة باردة للخطوة الإسرائيلية عند تفكيك المشروع بعيدًا عن الانفعالات، تظهر حقيقة واضحة: إسرائيل لا تبني العائق ضد دولة معينة، بل ضد زمن إقليمي مضطرب. وهي تدرك أن مستقبل الشرق الأوسط قد يشهد تغييرات كبرى تمس الحدود، وأن التحصين اليوم أسهل من التعامل مع المفاجآت في المستقبل. فهذا الجدار هو محاولة لإغلاق ثغرات قد تظهر لاحقًا، ولتوفير طبقة دفاعية إضافية في جبهة تعتبرها إسرائيل حساسة بحكم طولها الجغرافي واتصالها المباشر بمساحات إقليمية واسعة. العائق الأمني الجديد ليس مؤشرًا على أزمة سياسية، ولا رسالة سلبية لأي طرف، بل هو تعبير عن تحولات عميقة في العقل الاستراتيجي الإسرائيلي، الذي بات يميل إلى تثبيت الحدود عبر التكنولوجيا والتحصين، بالتوازي مع استمرار التفاهمات والتنسيق على الأرض. إنّها خطوة تعبّر عن عصر أمني جديد في المنطقة، حيث يصبح بناء الجدران جزءًا من إدارة عدم اليقين، أكثر منه تعبيرًا عن غياب الثقة. وفي نهاية المطاف، تبقى الجدران علامات على خوف الدول من المستقبل… لا من الجيران. .

مشاهدة العائق الأمني على الحدود الشرقية hellip قراءة في التحو ل الأعمق للعقيدة

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ العائق الأمني على الحدود الشرقية قراءة في التحو ل الأعمق للعقيدة الإسرائيلية قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جو 24 ( الأردن ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، العائق الأمني على الحدود الشرقية… قراءة في التحوّل الأعمق للعقيدة الإسرائيلية .

Apple Storegoogle play

آخر تحديث :

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار