الأردن خط احمر.. والمال لا يشتري السيادة ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
الأردن خط احمر.. والمال لا يشتري السيادة
كتب يحيى الحموري -  ليس التحذير الذي أطلقه عبد الكريم الكباريتي ترفًا سياسيًا، ولا نبوءة مثقّفٍ قَلِق، بل جرس إنذارٍ يُقرَع في ليلٍ عربيٍّ كثيف، لعل من بقي له سمعٌ وضميرٌ يصحو. فما يُحاك اليوم ليس اقتصادًا يُنعش، ولا استثمارًا يُغري، بل مشروع اقتلاعٍ يُغلف بورق الدولار، وتهجيرٍ يُسوّق بلغة الأرقام. إنها المعادلة الخبيثة ذاتها: المال مقابل الهوية، الخبز مقابل الأرض، والاستقرار الزائف مقابل الانتحار البطيء. وما الترانسفير الذي يُدفع اليوم باتجاه الأردن إلا النسخة الأحدث من جريمة قديمة، تغيّر قناعها ولم تغيّر جوهرها: كيانٌ غاصب، مجرم، قاتل، لا يعيش إلا على أنقاض الآخرين، ولا يستقر إلا إذا زعزع استقرار من حوله. من يظن أن التوطين حل، فهو واهم. ومن يروّج له، فهو شريك. ومن يصمت عنه، فهو متواطئ. فالأردن، الذي صمد دولةً وجيشًا وشعبًا، لم يكن يومًا ممرًّا للمؤامرات، ولا مكبًّا لنفايات الحلول الفاشلة. الأردن ليس فندقًا سياسيًا يُفتح لمن شاء ويُغلق متى شاء، ولا هو خزنة تُملأ بالأموال لتُفرغ من السيادة. الوطن ليس بندًا تفاوضيًا، ولا الهوية بندًا ماليًا، ولا الشعب قابلًا للاستبدال. إن أخطر ما في هذه المرحلة، ليس فقط الضغط الخارجي، بل ذلك التيار الداخلي الذي يهمس أو يصرخ بأن "الاقتصاد أولًا”، وكأن الاقتصاد يولد في فراغ، وكأن الدول تُبنى بالأرقام لا بالكرامة، وكأن الأوطان تعيش بلا جذور. هؤلاء لا يفهمون أو يتغافلون أن من يفرّط بالأمن القومي مرة، لن يشتريه بكل أموال العالم لاحقًا. إسرائيل اليوم لا تبحث عن سلام، بل عن فراغ. لا تسعى لاستقرار، بل لفوضى محسوبة. تُضعف سوريا، وتستنزف لبنان، وتضغط على الأردن، لأن الدول القوية تُقلقها، والكيانات المتماسكة تُرعبها. أما الحديث عن "مشروع مارشال جديد” لإعمار غزة وسوريا ولبنان، فليس سوى وهمٍ فاخر، وبيعٍ للأوهام في سوقٍ خاوٍ. مئات المليارات لا تُنقذ منطقة بلا حل سياسي عادل، ولا تُرمم بيتًا ما دامت الجرافة واقفة على بابه. لقد قالها الكباريتي بوضوح: الأمن القومي يبدأ من الداخل. من تماسك الدولة، من ثقة الناس، من وضوح القرار، من رفض الابتزاز مهما تلون، ومن إغلاق الأبواب في وجه كل من يظن أن الأردن يمكن أن يُكسر. وهنا، لا بد من كلمة فاصلة: كل من يبرر التهجير، أو يسهّل التوطين، أو يلمّع جرائم الكيان الغاصب، أو يطلب من الأردني أن يدفع ثمن جريمة لم يرتكبها، هو خارج عن نبض هذا الوطن، وخارج عن شرف الكلمة، وخارج عن منطق التاريخ. الأردن ليس بديلًا لأحد، وفلسطين ليست قضية فائضة، والحق لا يسقط بالتقادم ولا بالإغراء. هذه لحظة صدق، لا تقبل الرمادي. إما وطن كامل، أو لا وطن. إما كرامة صلبة، أو انكسار لا ينتهي. وسيكتب التاريخ ،كما كتب دائمًا: أن الأردن حين اشتدّ الحصار، لم يبع نفسه، ولم يساوم على هويته، ولم يقايض وطنه بحفنة وعود، لأن الأوطان العريقة تعرف أن من ينجو بلا كرامة، لا ينجو حقًا. .

مشاهدة الأردن خط احمر والمال لا يشتري السيادة

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ الأردن خط احمر والمال لا يشتري السيادة قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جو 24 ( الأردن ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، الأردن خط احمر.. والمال لا يشتري السيادة.

Apple Storegoogle play

آخر تحديث :

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار