البراري يكتب: عندما يكون الإستعمار بثوب السلام!!!! عاجل ..اخبار محلية

جو 24 - اخبار محلية
البراري يكتب: عندما يكون الإستعمار بثوب السلام!!!! عاجل
  كتب د.حسن البراري  في حلقة بودكاست سجلت معي قبل أيام وستبث قريبا، وجدنا أنفسنا نغوص في نقاش بدا للبعض صادمًا، لكنه في الحقيقة مؤجل، فإسرائيل ليس كدولة تبحث عن أمنها بل كمشروع يحمل أطماعًا مفتوحة، من فلسطين إلى الجوار، وصولًا إلى الأردن. لم يكن الحديث انفعاليًا ولا دعائيًا بل قراءة هادئة في نصوصهم، في خرائطهم، وفي ما يقولونه حين يظنون أن لا أحد يصغي. بعد الحلقة، ظل شعور ثقيل يرافقني، كم من العرب لا يزالون يناقشون إسرائيل كما يتمنونها لا كما هي؟ وكم من الخطاب السائد اليوم يتجاهل عمدًا، أو جهلًا، أن المشروع الصهيوني لم يخف يومًا منطقه ولا بوصلته! من هنا جاءت هذه السطور، لا كاستكمال لحلقة بودكاست، بل كمحاولة لتعرية تناقضات قديمة تتجدد، وخطاب استعلائي يعاد تسويقه بألسنة عربية. منذ نشأة الخطاب الصهيوني وحتى يومنا هذا يكمن تناقض بنيوي عميق. فهناك خطاب يرفع شعارات "التحضر” و"الاندماج” و"السلام”، فيما يقوم جوهره على الإقصاء والاستعلاء ومنطق القوة العارية. هذا التناقض لا يقتصر على النصوص التأسيسية للحركة الصهيونية، بل يمتد اليوم ليجد له صدى مقلقًا لدى بعض العرب الذين يرددون مقولاته، أحيانًا بوعي ناقص، وأحيانًا بوهم المصلحة. يمكن البدء من مثال كاشف في رواية تيودور هرتزل "الأرض القديمة الجديدة" عبر شخصية رشيد بيك، العربي "المستنير" في الظاهر، والذي يقدم بوصفه متعاونًا عقلانيًا يرى في المشروع الصهيوني فرصة للتقدم. غير أن القراءة المتأنية تكشف نظرة استعلائية واضحة: فالعرب هنا كائنات دونية، عاجزة عن إدراك مصالحها وتحتاج إلى "العقل الأوروبي” ليقودها نحو الحداثة. هذا ليس تفصيلاً أدبيًا عابرًا، بل انعكاس مبكر لذهنية استعمارية ترى في السكان الأصليين عائقًا تاريخيًا لا شريكًا إنسانيًا. هذا المنطق يجد تعبيره السياسي الصريح لاحقًا في أطروحة جابوتنسكي حول "الجدار الحديدي”. بطبيعة الحال، لم يكن جابوتنسكي ساذجًا ولا حالمًا بالاندماج بل كان صريحًا إلى حد القسوة. قال بوضوح إن العرب لن يقبلوا المشروع الصهيوني طوعًا، وإن أي حديث عن التفاهم أو التعايش قبل فرض الأمر الواقع هو خداع للذات. الحل، في نظره، هو بناء جدار من القوة العسكرية الساحقة، لا يكسر، وعندها فقط يدب اليأس الكامل لدى العرب الذين سيقبلون حينها بالتسوية على المقاس الصهيوني. هنا يسقط القناع الليبرالي تمامًا، ويظهر جوهر المشروع: القوة أولًا، وما بعدها تفاصيل. المفارقة المؤلمة أن بعض العرب اليوم يروجون، بشكل أو بآخر، لنقيض ما قاله جابوتنسكي لفظًا، ولكن لجوهر فكرته فعلاً. يقال إن دمج إسرائيل في المنطقة يخدم الاستقرار، وإن قبولها كأمر واقع هو "الواقعية السياسية”، وإن الصراع معها استنزاف غير مجد. ما يغيب عن هذا الخطاب هو أن الحركة الصهيونية، تاريخيًا وفكريًا، ليست مشروع دولة طبيعية تسعى للاكتفاء، بل مشروع استعماري توسعي، لا يضع حدوده إلا عند حدود القوة التي تواجهه. والتجربة التاريخية واضحة، كلما اختل ميزان القوى لصالح إسرائيل، تمددت، وكلما غاب الردع، تقدمت خطوة أخرى، سياسيًا أو جغرافيًا أو ديمغرافيًا. وعليه، فإن الحديث عن "اندماج” إسرائيل في المنطقة دون كبح مشروعها بالقوة أو بتوازن ردع حقيقي هو تجاهل فادح لطبيعة هذا المشروع كما صاغه منظروه أنفسهم. الأخطر من ذلك أن هذا الخطاب العربي المهادن لا يقابل عادة باعتراف أو شراكة حقيقية، بل يستثمر كدليل ضعف، وكإشارة إضافية على إمكانية فرض المزيد. من هنا، فإن مناطحة المشروع الصهيوني اليوم، مهما كانت كلفتها، تبقى أقل كلفة من تأجيل المواجهة إلى لحظة يصبح فيها أكثر قوة وأكثر تغوّلًا وأشد ثقة بإفلاته من أي حساب. التاريخ لا يكافئ من يسيء قراءة خصمه، ولا يرحم من يتجاهل نصوصه التأسيسية ويصدق رواياته التجميلية. فالتناقض في الخطاب الصهيوني ليس لغزًا، ذلك أن اللغز الحقيقي هو إصرار بعض العرب على الوقوع فيه، مرة تلو الأخرى، وكأن الذاكرة السياسية ترف يمكن الاستغناء عنه.  .

مشاهدة البراري يكتب عندما يكون الإستعمار بثوب السلام عاجل

يذكر بـأن الموضوع التابع لـ البراري يكتب عندما يكون الإستعمار بثوب السلام عاجل قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على جو 24 ( الأردن ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، البراري يكتب: عندما يكون الإستعمار بثوب السلام!!!! عاجل.

Apple Storegoogle play

آخر تحديث :

في الموقع ايضا :

الاكثر مشاهدة في اخبار محلية


اخر الاخبار