شهد سعر الدولار الأمريكي قفزات مفاجئة وكبيرة مقابل الجنيه المصري في التعاملات الرسمية للبنوك، ليسجل نحو 49.55 جنيها في انخفاض هو الأكبر منذ التعويم الأخير للجنيه في مارس الماضي.
ومنذ 30 يوليو الماضي، حين انتهى صندوق النقد الدولي من المراجعة الثالثة لبرنامج قرض بقيمة 8 مليارات دولار ، وإقراره صرف شريحة بقيمة 820 مليون دولار ، أعلن الصندوق في بيان له مجموعة اشتراطات لتمرير الشرائح والمراجعات الخمسة القادمة، وبينها الحفاظ على “سعر مرن” للعملات الأجنبية مقابل الجنيه.
تبع ذلك الإعلان موجة صعود للدولار مقابل الجنيه بالبنك المركزي والبنوك الحكومية والعاملة بالسوق المصرية، منذ نهاية الشهر الماضي، وسط توقعات باستمرار تراجع الجنيه مقابل الدولار.
وتكهن البعض بأن تحرك سعر الدولار قرار انقلابي جاء تلبية لشروط الصندوق الذي يضع الانقلاب تحت اختبار قادم في شهر سبتمبر المقبل، بمراجعة رابعة لتمرير شريحة جديدة من القرض بقيمة 1.2 مليار دولار.
يشار إلى أن سعر صرف الجنيه أمام الدولار تراجع بنسبة 60 بالمئة في مارس الماضي، من 31 إلى 50 جنيها، قبل أن يتراجع إلى مستوى 47.5 جنيه طوال الشهور الماضية، ليتراجع مجددا إلى 48.6 جنيه للدولار نهاية الشهر الماضي.
ومع تعاملات الأسبوع الماضي، واصل سعر الدولار الارتفاع مقابل الجنيه ليصل إلى نحو 49.55 جنيها رسميا ببعض البنوك في ارتفاع هو الأكبر منذ تعويم الجنيه في مارس الماضي.
سيناريو متشائم
في هذا السياق توقعت مؤسسة فيتش سوليوشنز مسارين لسعر الدولار مقابل الجنيه خلال العام المالي الجاري، وفقا للتحديات الجيوسياسية بالمنطقة.
وقالت المؤسسة: إن “سعر صرف الجنيه في 2025 سيتضاعف بنسبة 2% إلى 49.67 جنيها لكل دولار بحلول نهاية العام، وسط احتياجات مصر الكبيرة للتمويل الخارجي في ظل العجز التجاري الواسع وفواتير سداد خدمة الديون المرتفعة والعجز المالي الأوسع”.
ورجحت أن تنعكس تصاعد جولة التوتر الحالية بين إسرائيل وحماس على ضعف قيمة الجنيه مقابل الدولار إلى دون 49.50 جنيها، وربما يصل إلى 55.00 جنيها لكل دولار على المدى القصير.
وأوضحت فيتش سوليوشنز أن التأثير الثاني على محددات سعر الصرف هو تدفقات المحافظ الاستثمارية إلى الخارج، إذ ربما تتأثر بالتوترات الإقليمية، ما قد يتسبب في عودة صافي الأصول الأجنبية للبنوك إلى السالب وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي فضلا عن خروج المزيد من الأموال الساخنة حال احتدام الأزمة بين إسرائيل وإيران.
وأشار إلى أن الدولار اكتسب نحو 80 قرشا مقابل الجنيه على خلفية اغتيال إسماعيل هنية، وخروج نسبة من الأموال الساخنة من مصر تأثرا بتراجع البورصات العالمية، مما شكل ضغطا على الجنيه المصري.
صندوق النقد
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد البهائي: “حكومة الانقلاب بإجراءتها الفاشلة وترددها وتأخرها باتخاذ القرار المناسب منذ عام 2016، وضعت نفسها تحت رحمة صندوق النقد، وهذا ما كان الصندوق يريده، وهذا ما حذرنا منه منذ 2015 عبر 40 ورقة بحثية”.
وكشف البهائي في تصريحات صحفية أن اتفاق مارس الماضي، يمنح صندوق النقد سلطة التدخل في رسم السياسات المالية والنقدية، وليس الرقابة عليها فقط، والدليل أنه تم الإفراج عن الشريحة الثالثة (820مليون دولار)، لكن مع متطلبات أصر عليها الصندوق وواجبة النفاذ حتى تحصل حكومة الانقلاب على الشرائح الخمس ومجموعها 6.5 مليار دولار حتى سبتمبر 2026 .
وأكد أن الصندوق مقابل هذا يفرض متطلبات وشروطا؛ وليس توصيات، كما تزعم حكومة الانقلاب، مما يؤكد أن المفاوضات القادمة ستكون شاقة ومؤلمة، والتي منها إلغاء (ملكية الدولة)، و(إلغاء الدعم على المحروقات والطاقة)، معتبرا أن الشروط الأهم والأخطر تتمثل في : تحرير كامل لحركة رأس المال، والرقابة والشفافية الكاملة في بيانات البنوك المتعلقة بصافي حدود مراكز العملات الأجنبية المفتوحة، وإلغاء كافة القيود والضوابط التي تقف دون تحرير التجارة الخارجية، بحسب رؤية الصندوق، وشفافية وزارة مالية الانقلاب في تعاملها مع متأخرات السداد لدى الشركات الحكومية وشركات المناطق الاقتصادية المهمة ونشرها خلال 90 يوما .
وأضاف البهائي : الصندوق لا يريد أن يكتفي هذه المرة بالتعاون والتنسيق مع حكومة الانقلاب كما كان سابقا، بل يريد أن يتولى بنفسه ثلاثة أمور، هي: إصلاح السياستين المالية والنقدية المصرية بهدف القضاء على الاختلالات القائمة، ووضع السياسات والإجراءات التفصيلية حول برنامج القرض الجديد والثالثة: تحديد حجم التمويلات المالية المقدمة من البلدان والهيئات الدولية المانحة عبر البنك الدولي بمدى التقدم الذي ستحققه حكومة الانقلاب تجاه الالتزام بتنفيذ برنامج القرض المرسوم من قبل الصـندوق، مؤكدا أن الصندوق مصمم على تولي تنفيذ برنامج القرض الجديد بمواصلة الاصلاحات الاقتصادية، وحسب رؤيته تكون أولا: في شكل برنامج التصحيح الهيكلي المدعوم ، يليه ثانيا: برنامج التمويل التوسع.
وانتقد من يقولون إنه ليس لتلك الشروط تأثير على قيمة الجنيه أمام الدولار، مشيرا إلى أن تأثيرها حقيقة قائمة بجانب، عجز الحساب الجاري على أساس سنوي ووصوله إلى 22 مليار دولار، وعودة العباقرة القائمين على الاقتصاد لعهدهم القديم باللجوء لحساب رأس المال لتغطية عجز الحساب الجاري، سواء من الاستثمارات الأجنبية المباشرة أو الاستثمارات الأجنبية في المحافظ المالية المصرية.
وأكد البهائي أن الاعتماد على التدفقات المالية الأجنبية خاصة غير المباشرة (الأموال الساخنة) أدخل الاقتصاد بدائرة التحول من الإفراط إلى إدمان التدفقات الأجنبية؛ ما جعل الاقتصاد منكشفا بالكامل على العوامل الخارجية والأزمات المالية الخارجية والداخلية.
مضاربات
في المقابل أرجع الباحث الاقتصادي محمد نصر الحويطي، ارتفاع الدولار في السوق المحلي إلى أنه مردود ارتفاع العملة الأمريكية في السوق العالمي لأسباب منها ارتفاع مبيعات قطاع التجزئة الأمريكية، وانتظار الفيدرالي الأمريكي المزيد من خفض الفائدة الفترة المقبلة .
وأكد الحويطي، في تصريحات صحفية، أن نظام الانقلاب رغم حصوله على جزء من أموال صفقة رأس الحكمة إلا أنه يواجه أزمات مثل فوائد خدمة الدين وأقساط خدمة الدين، مشددا على أن هذه الفوائد والأقساط هي سبب استمرار الفجوة الدولارية؛ خاصة وأن المؤشرات تشير لتراجع تحويلات المصريين من الخارج خلال عام 2023 قياسا للعام السابق عليه وهذا يزيد الفجوة الدولارية.
وحول تقديره لحجم تراجع سعر الجنيه وارتفاع الدولار، بعد التعويم الأخير ورفع سعر الفائدة في 6 مارس الماضي، شدد على أنه لا حدود للتراجع، متوقعا أن الجنيه لن يتراجع مجددا أمام الدولار، والدولار لن يرتفع مجددا أمام الجنيه بوتيرة أوسع.
وأشار الحويطي إلى أن حركة الدولار أمام الجنيه ستظل في المنطقة الحالية ما بين 48 و 50 جنيها، معربا عن اعتقاده بأن ارتفاعات اليومين الأخيرين، قد تكون مجرد مضاربات في كميات قليلة من العملة الأمريكية في السوق السوداء.
مشاهدة خضوعا لإملاءات صندوق النقد التعويم قادم وتوقعات بوصول الدولار إلى 55 جنيها
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ خضوعا لإملاءات صندوق النقد التعويم قادم وتوقعات بوصول الدولار إلى 55 جنيها نهاية العام الجاري قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على بوابة الحرية والعدالة ( مصر ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، خضوعا لإملاءات صندوق النقد..التعويم قادم وتوقعات بوصول الدولار إلى 55 جنيها نهاية العام الجاري.
في الموقع ايضا :
- يلا شوت بلس.. بث مباشر مشاهدة مباراة مصر وأنجولا الأسطورة مباشر بدون تقطيع بأقوى جودة مباشر كأس أمم أفريقيا
- كنعان: إقرار موازنة العمل وتفاهم لإعادة خدمات الضمان الاجتماعي
- رابط الأسطورة.. بث مباشر مشاهدة مباراة مصر وأنجولا يلا شوت بلس بجودة عالية hd بدون تقطيع مباشر كأس أفريقيا
