أزيلال... بني عياط بين غياب البنيات الأساسية وتهميش الجالية: قراءة نقدية في التدبير المحلي ...المغرب

ازيلال 24 - اخبار عربية
أزيلال... بني عياط بين غياب البنيات الأساسية وتهميش الجالية: قراءة نقدية في التدبير المحلي

أزيلال... بني عياط بين غياب البنيات الأساسية وتهميش الجالية: قراءة نقدية في التدبير المحلي 

 

     

     

    أزيلال 24 : صلاح حضري

     

    إن الانتماء إلى الوطن وحب الأرض ليس مجرد شعور عاطفي، بل هو التزام أخلاقي وديني وحضاري. ويجسد أفراد الجالية المغربية بالخارج هذا الانتماء من خلال عودتهم السنوية إلى أرض الوطن، محملين بالشوق للأهل والأحباب، وحريصين على توريث أبنائهم قيم الوطنية والاعتزاز بالهوية المغربية. غير أن هذه العودة، التي يفترض أن تكون لحظة فرح وتجديد للصلة بالوطن، تتحول في كثير من الأحيان إلى مصدر معاناة نتيجة قصور واضح في السياسات المحلية وضعف في تدبير الشأن العام.من هذا المنطلق، فإن وضعية جماعة بني عياط بإقليم أزيلال تطرح أسئلة عميقة حول مفهوم التنمية المحلية ومدى التزام المسؤولين بتحقيق شروط الكرامة للمواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء. فالمركز، رغم مكانته باعتباره أحد أكبر مراكز الإقليم من حيث المساحة والكثافة السكانية، يعاني من غياب فضاءات عمومية حقيقية تتيح للمواطنين وأطفالهم الاستفادة من متنفسات رياضية وترفيهية وثقافية.إن غياب ملعب لكرة القدم، على سبيل المثال، يحرم شباب المنطقة من حق أساسي في ممارسة الرياضة، ويجبر الفرق المحلية على التنقل إلى دواوير مجاورة لإجراء مقابلاتها، في مشهد يختزل الإهمال المؤسساتي. كما أن غياب المساحات الخضراء وأماكن الترفيه للأطفال يعكس غياب رؤية حضرية واضحة تجعل الإنسان في صلب التنمية.إضافة إلى ذلك، تشهد الجماعة فوضى بيئية وأمنية يومية، تتجلى في انتشار الحيوانات الضالة التي تهدد الصحة العامة، والضجيج المتواصل للدراجات النارية الذي يحرم السكان من الراحة، فضلاً عن ضعف تدبير النفايات، حيث تفتقر المنطقة إلى بنية تحتية ملائمة للتخلص من الأزبال بطرق صحية وبيئية. الأخطر من ذلك أن بعض الساكنة باتت تلجأ إلى رمي النفايات في الوادي الجاف (أسمسيل)، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية ويفضح عجز السلطات المحلية عن إيجاد حلول مستدامة.أما على مستوى تدبير الماء الشروب، فإن الانقطاعات المتكررة والمتعمدة أحيانًا – بحسب ما يتداوله المواطنون – تمثل استخفافًا بحاجات الساكنة، رغم أن المنطقة تتوفر على ثلاثة سدود استراتيجية. فكيف يُعقل أن يعيش المواطن العياطي أزمة عطش في منطقة غنية بالموارد المائية؟ أليس من واجب المجلس الجماعي تبني سياسة استباقية عبر تعزيز البنية التقنية (مثل اقتناء محولات كهربائية إضافية) لتأمين تزويد مستقر بالماء خاصة في فصل الصيف؟ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مشاريع استثمارية محلية كان يمكن أن تشكل بارقة أمل، مثل المسبح العمومي الأول في المركز، لم ترَ النور بفعل العراقيل الإدارية و"العصا في الرويضة"، مما فوت على الساكنة وخاصة الشباب فرصة الاستفادة من بنية أساسية طال انتظارها. و كل الدعم للمستثمر الشاب الذي يساهم في تنمية الجماعة و الجهة. في المقابل، ورغم بعض المبادرات الإيجابية كزيارة السيد العامل في مناسبة "ثورة الملك والشعب" لتدشين المركز الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن مثل هذه المبادرات تظل محدودة من حيث الانفتاح على المواطنين، حيث جرى تسييرها بكثير من الإقصاء وغياب الشفافية في إشراك الساكنة والمجتمع المدني، مما يعيد إلى الأذهان ممارسات "الكولسة" [ تأسيس جمعية سند " التي ستقوم بتدبير المؤسسة الإجتماعية لذوي الإحتياجات الخاصة" بدون سابق إشعار و لا ترشيحات و لا جمع عام و لا تصويت ]  التي تتناقض مع مبادئ الحكامة الجيدة التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس مرارًا.أما فيما يخص اليوم الوطني للمهاجر، والذي يمثل محطة رمزية مهمة لتكريم مغاربة العالم، فإن ما شهدته جماعة بني عياط كان مخيبًا للآمال، حيث غابت أي التفاتة أو احتفالية رمزية تجاه الجالية المحلية، في حين نظمت جماعات مجاورة كمدينة الفقيه بن صالح احتفالات رسمية كبيرة. هذا التفاوت يعكس بشكل صارخ التهميش الذي يطال الجالية العياطية، رغم كونها رافدًا اقتصاديًا واجتماعيًا مهمًا للوطن.ختامًا، فإن واقع بني عياط اليوم يفرض على المسؤولين المحليين والإقليميين مراجعة سياساتهم التنموية، والانتقال من خطاب الترحيب والشعارات الفضفاضة إلى بلورة برامج عملية تعيد الاعتبار للمواطن وتمنحه حقه في العيش بكرامة، وفقًا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى جعل التنمية رهينة بحاجيات المواطن الحقيقية. إن استمرار الوضع الراهن ليس فقط إخلالًا بمسؤوليات التسيير، بل تهديدًا مباشرًا لثقة المواطن في المؤسسات***رئيس جمعية أزول للثقافة الأمازيغيةالكاتب العام لفيدرالية الجمعيات الفرنسية المغربية – الغرب الفرنسي الكبير - أونجي

    مشاهدة أزيلال بني عياط بين غياب البنيات الأساسية وتهميش الجالية قراءة نقدية في

    يذكر بـأن الموضوع التابع لـ أزيلال بني عياط بين غياب البنيات الأساسية وتهميش الجالية قراءة نقدية في التدبير المحلي قد تم نشرة اليوم ( ) ومتواجد على ازيلال 24 ( المغرب ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

    التفاصيل من المصدر - اضغط هنا

    وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، أزيلال... بني عياط بين غياب البنيات الأساسية وتهميش الجالية: قراءة نقدية في التدبير المحلي.

    Apple Storegoogle play

    آخر تحديث :

    في الموقع ايضا :

    الاكثر مشاهدة في اخبار عربية


    اخر الاخبار